أدب المقالة في الحضارات الاتصالية
(0)    
المرتبة: 157,549
تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
نبذة نيل وفرات:يرتبط فن المقالة في مفهومه الحديث بتاريخ الصحافة ارتباطاً وثيقاً، توطده عوامل كثيرة قد تضافرت على النهوض به، منها انتشار التعليم الحديث، ثم العمل على إحياء التراث العربي القديم ومنه كذلك عناية المستشرقين باللغة العربية وآدابها، ثم انتشار الصحافة في الشرق العربي، ومنه قبل كل ذلك باعث رئيسي له ...في نفوس المصريين وأبناء أمتهم العربية والإسلامية تأثير عظيم ويعني ذلك الباحث الديني الذي يملأ قلوب المسلمين غيرة على لغة القرآن الكريم.
وفي هذا الكتاب يستعرض المؤلف أولاً منابع المقال ومصادره في التيار القديم برافديه: العربي والمصري، والتيار الغربي وذلك في محاولة للتعرف على أثر هذا التيار الأخير في المقال الصحفي في الأدب المصري الحديث وذلك قبل الإلمام بالتراث المقالي في الصحافة المصرية والعربية للوقوف على الاتصال بين الحضارتين المصرية-الإسلامية وبين الغرب. وقد وجد الكاتب بأن قدماء العرب قد عرفوا ما كان من تطور الأدب اليوناني بعد وقوعه. الذين سجلوا ذلك تسجيلاً مقرباً يسيراً لا تكلف فيه ولا إبعاده، ومن جانب آخر فقد كان للعرب وللمسلمين تأثيراً قوياً واضحاً في ثقافة الغرب وذلك بدت آثاره في تغيير أوروبا المسيحية لاتجاهها الفكري والأدبي فظهرت مرحلة النهضة المتميزة في أوروبا. ولاحظ المؤلف بأن العقل المصري كان إلى أيام الإسكندرية مؤثراً في العقل اليوناني متأثراً به، مشاركاً له في كثير من خصاله إن لم يكن مشاركاً في خصاله كلها. ونتيجة لهذا الالتحام بين الثقافة المصرية الإسلامية والثقافة الغربية بعد الحملة الفرنسية، أصبحت الثقافة الأولى مذبذبة بغربة إلى أمد طويل بين نموذجين مقاليين أحدهما عربي أصيل والثاني غربي وبخاصة فرنسي إنكليزي. وفرض ذلك التيار طابعه على جانب هام في التطور الفكري والاجتماعي الذي شمل الصحافة في مجراه، وأخذ امتداد هذا التيار الغربي في البيئة المصرية يهز القيم والتقاليد القديمة هزاً عنيفاً لا يبلغ حدّ الثورة على تلك القيم والتقاليد، وإن كان يرمي إلى التوفيق بين الجديد والقديم في إطار من تراث الآباء والأجداد والحضارة العربية الأصيلة. ذلك أن الثقافة في مصر في نهاية القرن الثامن عشر رغم ما كانت عليه من جمود وانحطاط كانت ثقافة متجانسة لا تعاني من ازدواج أو صراع حتى إذا ما استيقظ المصريون سنة 1798 على صوت مدافع بونابرت غازياً للبلاد حدثت مواجهة فعلية بين ثقافتين وحضارتين مختلفتين على الرغم من اشتراكهما في الأصول والمنابع الأولى إلى حدّ كبير.
وهكذا يمضي المؤلف الدكتور عبد العزيز شرف في متابعته التاريخية في هذا الكتاب للمناخات الحضارية التي كانت كان التأثير البالغ على أدب المقالة والتي أسبغ عليها وصف الحضارة الاتصالية السمعية منها والتدوينية والطباعية في إطار فن القول يأتلف من عنصرين لا يحتاج استكشافها إلى جهد أو عناء أحدهما داخلي: يأتيه من نفسه ومن طبيعة الأمة التي أنتجته. والآخر خارجي: يأتيه من الشعوب التي اتصلت بمصر أو اتصل المصريون بها، ويأتيه من الظروف الكثيرة المختلفة التي أحاطت بحياة المصريين وأثرت فيها على مرّ العصور.نبذة الناشر:نظرية التفسير الإعلامي للأدب والفن، التي يتبناها الدكتور عبد العزيز شرف، ويطبقها في هذا الكتاب، نظرية ترتبط بازدياد نمو المجتمع وتنوع تخصصاته، الأمر الذي يلقي على عاتق النقاد مهمة صنع الجسور بين المجتمع والفنون ويطرح المؤلف في هذا الكتاب افتراضاً يذهب إلى أن هناك "وحدة" كما أن هناك "تنوعاً" على الصعيد الإنساني العام في جميع الفنون وكانت "الوحدة" قديماً تعني وجود "المقال" كوظيفة اتصالية في كل مكان في العالم، وكان "التنوع" قديماً يعني: التنوع في شكل هذا الفن الأدبي، أما اليوم فإن "الوحدة" أصبحت في الشكل المقالي فناً له قواعد وأصول "موحدة" نتفق عليها عالمياً، في حين أصبح "التنوع" مرتبطاً بالشخصية القومية وما تنتجه من آثار فنية مطبوعة بطابعها القومي. إقرأ المزيد