تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: دار أخبار اليوم
نبذة نيل وفرات:"لقد انتهى زمان الرجال الكبار، أزلى العزم الذين يعددون الزوجات ويعطون لبيوتهم ومجتمعاتهم وحضارات عصورهم الكثير. وأصبح رجل اليوم يحمد الله على الزوجة الواحدة إن وجدها ويقبل يده ظهراً لبطن...وأصبحت هي التي تتبطر عليه وتعيره بنقائصه. ولكن نزوة التعدد هذا الرجل الحائر الضعيف لم تخمد فهي غريزة لا سبيل ...غلى دفعها.. وهو يكتفي اليوم بإشباعها رمزياً فيتزوج زوجة واحدة ومعها ثلاثة تليفونات.. أو زوجة وسكرتيرة وذلك أضعف الإيمان. ولكن المرأة الجبارة له بالمرصاد فهي تراقب التليفونات وتفتح الخطابات وتسجل المكالمات... وهي عند اللزوم تمارس سلطاتها المطلقة فتلقي بهدومه من الشباك وتطرده في العراء كذكر النحل وتلقي على سمعه من لواذع الكلم ما يتفطر له فؤاده المسكين... بل إن صاحبات المال والجاه أصبحت الواحدة منهن تعطي نفسها حقاً مماثلاً، فيكون لها مدلك لعواطفها.. ومستشار مشاكل... وكاتم سر، وشاعر معجب... وصفي مرافق لقتل الوقت. وإن لم تعجب الزوج هذه القائمة الحافلة فالباب مفتوح على مصرعه يخرج منه الجمل بما حمل..."
صرعات المجتمع يصورها مصطفى محمود في مجموعته التي بين أيدينا والتي حملت عنوناً عاماً هو "هل هو عصر الجنون" وتحت هذا العنوان سطر آلاف المشاكل والمتاهات منها الزوجية فالحياتية فالإنسانية فالسياسية فالثقافية. فللحب مثلاً رصيد في كتاباته وللعلاقة الزوجية نصيب وافر أيضاً وهو هنا يحاول تحديد أبعاد هذه العلاقة مقارنأً بين زوجة وزوج اليوم وبين أزواج الأمس القريب حيث كانت الزوجة مطيعة لزوجها تخاف عليه من الهواء العذب أن يلحق به الأذى أما بعض زوجات اليوم فلا يضرهن إن استعاضوا عن أزواجهم بآخرين يقومون حكاياتهم حتى بمهامهم الزوجية الخاصة، والكاتب أيضاً لا يقف بحديثه عند هذا الحد بل يتابع سخرية من المجتمع وأفراده فيصل أخيراً عند الحياة وخلق الله للدنيا وهنا يقف متأملاً حالة الصراع التي يمر بها الإنسان من الميلاد إلى الموت، في محاولة منه لتحديد مدى هذا الصراع وأهدافه وأبعاده. إقرأ المزيد