تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
نبذة نيل وفرات:في هذا العصر الذي عاش فيه الكثير من متاهات المادية، وفتنوا بها، حتى نسي البعض فهم الروح وغذاءها، وظن أنه في غنى عنها تبدو قيمة هذا الكتاب. ففيه ما يؤكد فطرة الإنسان بوجود الروح، وحاجة الإنسان إلى إشباعها بما يمنحها معنى الحياة والروح سر من أسرار الله القدير في ...كونه التي تفرد بماهيتها. ولقد حاول الكثير من علماء الأمة إعطاء إجابة تقرب الروح إلى الأذهان، فنجد الإمام الرازي يقول: "إن الإنسان ليس عبارة عن هذه البنية، لأن أجزاءها تتحلل وتستبدل، والإنسان باق من أول عمره إلى آخره" ويقصد هنا بمولود الإنسان الروح. هذه الإجابة وغيرها كثير لم تستطيع أن تقرب مفهوم الروح للأذهان، وبقيت هذه الأخيرة من الأسرار التي اختص الله بعلمها. ولقد حاول المصنف في كتابه هذا الاعتماد قدر الإمكان على أقوال السلف الصالح في تحقيق المسائل في هذا الباب العقائدي، إلا أنه كان أحياناً ينقل عن علماء الكلام والفلاسفة سواء في الرد عليهم، أو تعضيد ما يراه بأقوالهم.
وللوصول إلى هدفه عني بتقسيم كتابه إلى مقدمة وخمسة أبواب وخاتمة. تحدث في المقدمة عن أهمية الموضوع، والحكمة الربانية في إخفائه عن خلقه. أما الباب الأول: فدار الحديث فيه عن حكمة إنشاء النفس-أي الروح-في بدن الآدمي. أما الباب الثاني: فكان الحديث فيه عن ماهية تعلق النفس بالبدن، وكيفيتها. وفي الباب الثالث كان الحديث عن حال الروح عند نوم الإنسان، وأين تنقل، وكيف تعود، وكيف شعور الإنسان بها في منامه، ورؤية الأحياء في النوم للأموات ومعنى ذلك؟ وفي الباب الرابع: كان الحديث عن الروح عند الموت. أما الباب الخامس: والأخير فكان عن الروح بعد الموت، ومقر أرواح الأبرار أهل الجنة، ومقر أرواح الأشرار أهل النيران، وعن كيفية شعور الآدمي بعذاب القبر ونعيمه، دلائل كل ذلك. وفي الخاتمة: كان الحديث عن الحشر وما يتعلق به، وكيفية عودة الروح إلى البدن.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب، بوصفه يتطرق إلى موضوع في غاية الأهمية بالنسبة للإنسان عني بتحقيقيه وهدفه إخراج هذه الرسالة الهامة من تراثنا الإسلامي إلى العلن ليستطيع كل مسلم الاضطلاع عليها. أما عمله فتجلى بـ: أولاً: قدم للكتاب بحديث عن الموضوع ومؤلفه، والمخطوط ووصفه، ثانياً: قام بتحقيق الأحاديث الواردة في الكتاب مع ذكر درجة الحديث كلما أمكن إلى ذلك سبيل. ثالثاً: عزو الآيات القرآنية إلى سورها، وضبط الآيات ضبطاً كاملاً، رابعاً: اهتمّ بعزو الآيات إلى مخرجيها وذكر درجتها إن احتاج الأمر إلى ذلك. خامساً: قام بعمل إحالات إلى المواضع التي استعان فيه المصنف بالنقل عن غيره كالقرطبي في "التذكرة"، وابن القيم في "الروح"، والغزالي في "الأحياء". إقرأ المزيد