الشفاء (الطبيعيات: السماع الطبيعي)
(0)    
المرتبة: 49,896
تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الكتاب هو الفن الثامن والأخير من فنون طبيعيات الشفاء لابن سينا، من أكبرها حجمًا، أكبر من الإلهيات، وهي قسم رئيسي من أقسام الشفاء الأربعة، يشتمل على تسع عشرة مقالة، وتحت كل مقالة فصل أو أكثر، ولأمر ما قسمه ابن سينا إلى تسع عشرة مقالة، وكأنما شاء أن يحاكي كتاب ..."الحيوان" لأرسطو على نحو ما عرفه العرب.
وإن من الخطأ أن يظن أن كتاب الحيوان لابن سينا مجرد تعليق أو تلخيص لكتب أرسطو، وإنما هو دراسة مستقلة صاغها صاحبها على نحو خاص، وتأثر فيها بمؤثرات مختلفة كالدراسات الإسلامية في الحيوان وعلى رأسها كتاب "الحيوان للجاحظ"، من المرجح أنه وقف عليه، ولا نزاع في أنه أفاد أيضًا، وأفاد كثيرًا، من دراسته الطبيعية، ومن آراء جالينوس وبحوثه البيولوجية. ويكاد يدور كتاب الحيوان لابن سينا حول أبواب أربعة رئيسية: علم حيوان مقارن، تشريح، وظائف أعضاء، تناسليات وعلم أجنة.
يقف ابن سينا مقالاته الثمانية الأولى على علم الحيوان المقارن، ويضيف إليه المقالة السابعة عشرة، فيعرض لاختلاف الحيوانات من حيث المأوى والمطعم والأعضاء الظاهرة والباطنة، والتناسل والإنتاج، والطبائع والخصال.
ويعول في ذلك كله تعويلًا كبيرًا على كتاب "طبائع الحيوان" لأرسطو، أما التشريع فقد توسع فيه كثيرًا وزاد على أرسطو زيادة واضحة. ودار حديثه كله تقريبًا حول الإنسان، ولا يعرض فيه لتشريح الحيوان إلا قليلًا ولم تكن عناية ابن سينا بوظائف الأعضاء أقل منه من عنايته بالتشريح، يرى فيها بيانًا لسر الله في خلقه، وتفسيرًا لأسباب الوجود.
ويذهب إلى أن هناك ثلاثة أعضاء رئيسية، أو كلية على حسب تعبيره أيضًا، هي مبادئ القوى الضرورية لبقاء الشخص والنوع، وهي القلب مبدأ قوة الحياة، والدماغ مبدأ قوة الحس والحركة، والكبد مبدأ قوة التغذية.
ويعطي ابن سينا صورة واضحة عن الجهاز الهضمي، ويقول مع أطباء اليونان الأول بالروح الحيواني (الأنيما)، وقد عني بالتنفس ووضح جهازه كله، الأمر الذي فات أرسطو، وأخيرًا سلك ابن سينا مسلك الجميع والتوفيق في التناسليات وعلم الأجنة، وإن كان إلى آراء أرسطو أميل.
هذا موجز كتاب ابن سينا، وهو يرمز لمادته الوفيرة، ويعبر عن مدى التقدم العلمي في عصره، ويشير بأن العرب انتهوا في أوائل القرن الخامس الهجري إلى لغة علمية مستقرة لها دوالها ومصطلحاتها، وما أشبهها بالمصطلحات المستعملة اليوم. إقرأ المزيد