تاريخ النشر: 17/12/2025
الناشر: حابي للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:إذا دخلت مصر فاعلم أنك دخلت أحضانا مصرية.. أنسها جمعي، وصياحها جمعي جمعي، وقانونها جمعي، نجومها وأقمارها وكواكبها تقف على مسافات لا تمتزج أبدا بأرضها؛ لأن النجوم تلتقط الثمار بأطراف أضوائها، أما أهلها فينتظرون حتى تسقط الثمار على الأرض، يلتقطونها من فوق أرضهم، من أحضان جذورهم.
الشخصية المصرية تنظر إلى النجم ...والقمر نظرة فيها بعد وغُربة ولأن الشخصية المصرية عاطفية تُحب الغرباء، فهي تتعامل مع النجوم والكواكب والأقمار معاملة الغريب الذي من حقه أن يرتدي ويلبس ويعيش ويظهر كما يشاء، طالما أنه من تلك الفئة؛ فهو يختلف تماما عن الشخصية المصرية التي تسعى وتنام وتأكل وتسامر وترتكز وتدفن وتبعث وتسر وتخفي وتتنعم وتتعذب، وتنتظر الغيث لتخرج الأرض أسرارها وأغنامها وتتزين حدائقها.
هي الأرضُ َشقَّ الشخصية المصرية ومفتاحها.. فإذا أردت أن تتعرف على الشخصية المصرية، فعليك أولا أن تتعرف على أرضها وجغرافيتها، وأن تحترم حدودها وبساطها، أما إذا فعلت غير ذلك، فعليك أن تواجه فيضان الناس ، وانتظر الغرق والخنق بأنياب جذورهم.
ظهر الفلاح الفصيح (خوانا نوب) الذي بلغت فصاحته حدًا سُجل معه على الجدران.
هكذا هي الشخصية المصرية عبقريتها في أهلها، فليست نجومها ولا كواكبها ولا أقمارها سوى ومضات تظهر وتختفي على مسافات من الشخصية المصرية، باستثناء من كان سر نجمه ونور قمره من أرض الشخصية المصرية ومن أسرارها. إقرأ المزيد