تاريخ النشر: 21/01/2025
الناشر: مركز التاريخ العربي للنشر
نبذة الناشر:نعم إن ذلك من دواعي فخري أن أتمكن من الكتابة في دفتر، الجانب الذي أسجل فيه تاريخًا وأصنع فيه توثيقًا لهذه المرحلة الحرجة الصعبة من تاريخ هذه الأمة وهذا الشعب وهذه المقدسات، فالحمد لله أن منَّ عليَّ بهذا الشرف العظيم، حيث يسرني أن أعيش عن قرب أحداث هذه الملحمة العظمى، ...شرف عظيم هذا الذي حزت بأن تعرفت على هؤلاء الفرسان المغاوير الذين صاغتهم عقيدة الأنبياء التي ارتضى الله عز وجل لخلقه، تعرفت عليهم عن قرب وعشت معهم لحظة بلحظة وعشت معهم الآلام والآمال، عشت معهم الابتسام للغد المشرق بشمس الحرية وراية الحق خفاقة عالية، نعم شرف وأي شرف أن يعيش المرء مع هؤلاء الفرسان الذين هاجموا الموت وطاردوه ولاحقوه في أحضانه ولم ينتظروه ليطاردهم ويلاحقهم في مضاجعهم.
وشرف وأي شرف أن أعيش قصص الفروسية هذه من أفواه الفرسان أنفسهم، لأكون الأمين على نقلها لأحبتي على امتداد الوطن النازف فلسطين أولًا، وعلى امتداد الوطن الإسلامي الكبير؛ ليعيش الأحبة صورًا ونماذج من فدائيي الإسلام وأسود رسول الله صلى الله عليه وسلم، فئة صارعت الموت وأراد الله عز وجل أن يخرجوا منتصرين شهداء أحياء، يعيشون بين الناس يأكلون ويشربون، ينامون ويقومون ولكنهم بحق وحقيقة شهداء.
نعم فقد سألوها بصدق بل وتقدموا لها بصدق، وألقوا بأنفسهم في أحضانها التي تجدونها فيها لا محالة، يأبى الله عز وجل إلا أن يعطي من خلالهم الدرس الذي أدركه الصحب الكرام الأوائل " احرص على الموت .. توهب لك الحياة " فسجلهم ربهم -إن شاء الله تعالى- شهداء وأبقاهم على قيد الحياة؛ ليغيظوا عدو الله وعدوهم كلما ذكرهم ذاكر أو تغنى بهم حادٍ أو ترنم بأسمائهم للدرب سالك، أليس من دواعي الشرف أن يتعرف المرء على مثل هذه الكوكبة من الفرسان وأن يعيش معهم، أن يقبل أياديهم إقرأ المزيد