تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: الترجمان للترجمة والنشر
نبذة الناشر:تحت هذا الأفق تأتي محاولة أيمن شرف في السرادق المنصوب في المقطم لتلقي العزاء.
وإذا تأملنا وجوه المعزين سنعرف الرابطة التي تجمعهم وهوية المتوفي.
في هذا المأتم يجتمع كل وجهاء التاريخ.
الأنبياء والسياسيون وزعماء الثورات وقادة الفكر والثقافة والفن عبر العصور وتحدث بينهم حوارات رائعة مذهلة تضيء مستقبل الدين والبشرية كلها.
الراوي ...الذي هو البطل يعمل صحفيا وأثناء السير في شوارع القاهرة تصدمه سيارة.
يفقد وعيه لفترة، ثم يستيقظ ليجد نفسه يسير باتجاه جبل المقطم، حيث شادر العزاء منصوبا فيدخل وتنتقل إلينا الحوارات.
الدراما هنا صراع أفكار تخترق الزمان والمكان، ففي السرادق غاندي وإيزيس وحتشبسوت وجيفارا وعبد الناصر والسادات وحتى مرشد الإخوان، بالاضافة إلى الكثير من أنبياء النسل الإبراهيمي.
في هذا الحضور الإنساني الجامع تبرز الأسئلة وتنجلي الغوامض، وإليكم نموذج لأحد الحوارات بين بشير الذي هو أحد أنبياء النسل الإبراهيمي وبين حتسبشوت:
" حين دلف بشير من باب السرادق عائدا من غرفة التحقيق لمحته حتسبشوت ولم يدر أنها رأت ما حدث له مع المحقق وما دار بخلده بعدها، وكأنها كانت تشاهد فيلما على شريط سينمائي فداعبته بخبث:
- كيف تخلصت من المحقق يا بن عبدالعال؟
فرد عليها بغلظة:
- إلزمي حدودك يا امرأة!
أطلقت حتسبشوت ضحكة هزت المكان وهمست في أذن كليوباتر:
- بشير لم يتعود حتى الآن على خفة ظل المصريين وطريقتهم في الدعابة.. لم يفطن إلى أنني كنت أمزح معه بقصة المحقق من أولها إلى آخرها.. دبرت له مقلبا خفيفا.. أوحيت للمحقق أن يختاره هو من بين الجمع ليجعله متهما بضع دقائق فاختبر قدرته على التحمل.
الصراع في هذه الرواية بين أفكار وانتظار المفاجآت لرؤية الأحداث الفارقة في التاريخ البشري، كميلاد المسيح وظهور الإسلام والنظرية الماركسية واعتماد الشيوعية نمط حياة لبعض الشعوب في العالم، ويبلغ الصراع ذروة فاصلة حين يناظر ما بين الإله التاريخي الذي تم تشييده في الوعي البشري عن طريق أنبياء النسل الإبراهيمي وبين الإله الغريزي الناطق في حركة الوجود وداخل الأحياء على مر الزمن عبر محاولات الشعوب القديمة في أساطيرها وعبر الإفصاح عن العجز الإنساني أمام ظواهر كالموت ونشأة الحيوات وتبدلاتها.
وربما كان المشهد في الفصل الذي جاء بعنوان " سكين الضوء " حيث يعترف أحد أنبياء الجذر الإبراهيمي في حضور جيمس بريستد عالم المصريات الشهير قائلا:
- لم يكن القتل ولا سرقة ذهب المصريين جريمتنا الوحيدة بل ارتكبنا جريمة أشنع، لقد سرقنا ألواح الحكماء المصريين.. أسقطنا أسماءهم وتواريخهم.. ونسبنا ما فيها لأنفسنا.
إن الرواية بهذه الشهوة في الإحاطة بالأسئلة العميقة عن مصير ومآل الحياة الإنسانية... هذه الرواية تضع جملة في عمارة اليقين ما بعد الديني الذي كرسه التاريخ، وذلك بطرح ماهية الإله من جديد في حضوره الغريزي المفارق لتشوهات وتزييفات التاريخ. إقرأ المزيد