كيف جئت إلى العالم " بلغة الوطن "
(0)    
المرتبة: 315,226
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: الترجمان للترجمة والنشر
نبذة الناشر:نصيحة الأم لابنتها " فكري كما تشائين، لكن لا تحك لأحد عما تفكرين " جاءت بنتيجة عكسية، فقد جعلت من إيرينا بريزنا كاتبة " كل نصوصها تمرد على النصيحة بالصمت وعدم الفعل" ، هربت الفتاة ذات الثمانية عشر عامًا من تشيكوسلوفاكيا إلى سويسرا عام 1968 فكانت نقطة التحول في حياتها، ...وجدت ملجأها في اللغة الجديدة واكتشفت التفكير النقدي، منذ ذلك الحين لم تتوقف أبدًا عن المشاركة في الشأن " الإنساني" العام رغم أنها مهاجرة وإمرأة، ووجدت في دورها هوية وموقفا إنسانياً، وكانت الكتابة بالألمانية أداتها، أتقنتها إلى درجة أن الألمان كانوا يندهشون منها " أنت تكتبين الألمانية أفضل منا ".
لغتها دقيقة واضحة تقودنا دون تفريعات عبر مراحل حياتها، عند قرائتها ينتابك شعور بأن المؤلفة لملمت كل أشيائها ووضعتها على منضدة الكتابة: ذكرياتها ووجهات نظرها وتجاربها ومشاعرها وإخفاقاتها، تفرزها بهدوء وتمنحها الشكل والمضمون.
في هذه البانوراما العالمية التي امتدت 50 عاما تنشغل المؤلفة كثيرا بسؤال رئيسي: كيف تؤثر الأنظمة الشمولية على التركيبة النفسية للمواطنين، وبتعبير أدق كيف تشوهها؟ وهو سؤال يهم كثيرين في عالمنا المعاصر، فنهاية الدولة الشيوعية لم تعن نهاية الدولة الشمولية التي نرى نماذجها حية ترزق إلى اليوم في آسيا وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية وعالمنا العربي، وتبدو إجابة إيرينا بأمثلتها الحية واستنتاجاتها الموجزة على هذا السؤال موحيةً بما نشاهده رأي العين في بلداننا، من بينها أن “النشأة وسط الأكاذيب الدائمة لها تأثير طويل المدى على الثقة في هياكل الدولة وعلى روح المواطن وواجباته”، وأن الأنظمة الاشتراكية الشمولية تنتج “نمطا إنسانيا يعتاد المعاملة الاستبدادية ويُقدر القوة ويطوِّر سمات الخبث الضرورية من أجل البقاء، ويفتقر" إلى الشعور العالمي بالمسؤولية، وينجو بنفسه من الدعاية المملة من خلال الهروب إلى الحياة الخاصة والاستهلاك المتواضع " . إقرأ المزيد