تاريخ النشر: 18/07/2011
الناشر: مؤسسة شمس للنشر والإعلام
نبذة الناشر:رواية "رحلة ذات لرجل شرقي" للكاتبة والروائية سناء أبو شرار.. رواية تسعى لتقديم صورة مغايرة للرجل الشرقي؛ باعتباره الأب والأخ والابن والزوج؛ وقبل ذلك الإنسان؛ من خلال الإبحار فى أعماق ذاته؛ مشاعره؛ أفكاره؛ أسراره؛ أحلامه، عبر لغة سردية سلسة ومؤثرة.
"سناء أبو شرار" فى روايتها تعارض الموروث الثقافى الذى يصور الرجل ...الشرقي وكأنه وحش قاس لابد من ترويضه، لتقدم لنا قناعاتها بأنه ليس كل الرجال وحوش، كما أنه ليس كل النساء ملائكة...
تقول "سناء أبو شرار" ...
(فلماذا تصر المقالات والروايات والإذاعات على أن تقنعنى بأن الرجل الشرقي وحش قاس لابد من ترويضه، وأنا لم أر منه سوى دفئه وعطائه؟.. لا، ليس كل الرجال وحوش، كما أنه ليس كل النساء ملائكة... ولتقديري لعطائه وتضحياته الصامتة والأمن الذى يشيعه حين يستقر الحب بقلبه.. أهدى روايتي هذه لرجل شرقي كان ويوجد وسيكون دائما بحياتي.)
ونقرأ على لسان بطل الرواية:
(أنا كرجل شرقي لي صندوق أسود صغير أخبئه فى عقلى أو فى صدري، أو ألقى به إلى أى مكان، ولا أنظر لمحتوياته، ولكن محتوياته تطل من حين لآخر ورغما عن رغبتي بعدم رؤيتها، إنها مشاعري، أفكاري، ذكرياتي وآرائي حول ما لا أريد الحديث عنه... أعيش حياة طبيعية وأفرض الهدوء على كل تصرفاتي، ولكن فى أعماقى الدفينة أغضب وأصرخ وأدمر الأشياء من حولي، وحينها تطل محتويات صندوقي من جديد.. فأضيف إليها محتويات أخرى وأغلق الصندوق من جديد. وهذا الصندوق لابد أن يبقى صغيرا مهما امتلأ لكى أستطيع حمله، فحين لا يعود باستطاعة الرجل أن يحافظ على حجم ذلك الصندوق؛ تتمزق الأشياء في حياته ولا يعد قادرا على جمع شتات نفسه...وهى كامرأة تفخر بمحتويات حياتها؛ تعلنها وتتحدث عنها للجميع، لأنها سوف تلاقى كل التعاطف، ولكن من سوف يتعاطف مع رجل هش نفسيا؟ رجل تتداعى ذاته أمام ناظريه فى كل يوم، فيفضل الصمت والمضى قدما مدعيا أنه الأقوى والمسيطر، وقد يكفيه أن تذعن له امرأته فقط أمام الآخرين، ولا يهم لمن القرار الأخير طالما أن صورته كرجل قوى لا تزال صامدة على الجدار الحجرى. ألقيت صندوقي الأسود فى مكان ما، ولكن محتوياته لا تكتفى بأن تحملق بى من حين لآخر، ولكنها تلح بالخروج، وأن تتداعى كل شئ من حولى.. فرغم شعورى بالضعف لاستعادة كل هذه الذكريات، وشعورى أحيانا بأننى ألعب لعبة عبثية تناسب طبيعة المرأة أكثر من أن تناسب طبيعة الرجل، إلا أننى بحاجة إلى إعادة تنظيم محتويات صندوقي الصغير قبل أن يتهشم، وأرى ذاتي تتناثر من حولى...) إقرأ المزيد