حول السماحة الإسلامية وحقوق الإنسان
(0)    
المرتبة: 25,747
تاريخ النشر: 18/03/2010
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
نبذة المؤلف:ليس جديدًا أن يكتب كاتب عن سماحة الإسلام، ولا أن يقارن بين هذه السماحة الإسلامية ونظائرها في الأنساق الدينية والفلسفية والحضارية الأخرى.. لكن الذي تريد أن تقوله هذه الصفحات هو أمر متميز نوعياً في الكتابة حول هذا الموضوع.. فهي تريد أن تقول، من خلال الأصول والمبادئ والقواعد الإسلامية.. ومن خلال ...تطبيقاتها العملية في الحضارة الإسلامية وفي التاريخ الإسلامي: إن السماحة قد بدأت في التاريخ الإنساني بظهور الإسلام، وإنها قد بلغت فيه مستوى متميزًا، لا نظير له خارج الإسلام.. فاليهودية التلمودية، قد تحولت إلى "ديانة عنصرية".
ولقد بادلت النصرانية اليهودية إنكارًا بإنكار.. فطبقت على اليهود ذلك المبدأ الظالم الذي ابتدعوه ونسبوه- زوراً وبهتانًا- إلى الذات الإلهية، عندما زعموا أن الله يعاقب الخلف بذنوب السلف حتى أربعة أجيال!. كذلك بلغ الإسلام على درب العدالة والموضوعية والإنصاف الحد الذي جعله لا يهمل الفروق الدقيقة بين فصائل وتيارات أي "آخر" من الآخرين.. فلم يعمم الأحكام ولا الأوصاف على أهل الكتاب.
وحتى ندرك سمو هذا الأفق الإسلامي الجديد، في السماحة والتسامح، والذي بدأ الإسلام به التاريخ الحقيقي للسماحة في مسيرة الإنسانية وشرائعها وفلسفاتها وحضاراتها، نلفت الأنظار إلى حقيقة أن الإسلام لم يصنع هذا الاعتراف "بالآخر" والقبول لهذا "الآخر" وتمكين "الآخر" من إقامة عقائده.. لم يصنع الإسلام كل ذلك باعتباره مجرد "مباح" وحق من حقوق هذا "الآخر" وإنما جعل ذلك فريضة إسلامية، وشرطًا لاكتمال الاعتقاد بعقائد الإسلام!
فهل في تاريخ الدنيا والأمم والحضارات والشرائع والثقافات والفلسفات- قبل الإسلام وبعده- سماحة شبيهة بهذه التي بدأت بالإسلام.. والتي تفرد بها الإسلام؟ إقرأ المزيد