تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: دار الكاتب العربي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:لمس فرانتس كافكا فى تحليله وتشريحه للنفس الانسانية، معتمدا على خبراته الشخصية بصفة أساسية طبعا، أن الخوف هوآفة الكائن البشرى الأولى. والانسان بطبيعته يعيش مع آخرين، وهو يحكم على هؤلاء الآخرين، وهم يحكمون عليه أحكاما صغيرة وكبيرة لا تنقطع، وتتسم هذه الأحكام بالسرية لأنها متوارية بين خلايا المخ، خلف عظام ...الجمجمة لا يستطيع كائن من كان أن ينفذ اليها، وهكذا أصبح كل انسان معرضا لمجموعات كبيرة من الأحكام المجهولة يتخذها الآخرون حيال تصرفاته، فاذا ماكان الانسان بطبيعته مترددا هيابا الى درجة مرضية، أصبح يحس كأنه مذنب وكأن البيئة بمن فيها وبما تقاضيه وتحاكمه.
وكل ما يهمنا أن نؤكد فى هذه المقدمة، أن توقف فرانتس كافكا عند الحلقة الوسطى من هذا التقسيم وهى "الأحكام" كان توقفا له ما يبرره. فقد كان من ناحية يدرس القانون، راغبا أو راهبا، وما القانون الاميدان الأحكام الأول، وكان من ناحية ثانية، بحكم خبراته الشخصية الأليمة فى أسرته، يميل الى الأخذ بأن حياته تأثرت تأثرا كبيرا بأحكام الآخرين، وأحكام أبيه خاصة.
وتبلورت كل هذه الخبرات والمعلومات فى هذا الكابوس الروائى أو الرواية الكابوس "القضية". انسان اسمه يوزف ك (اقرأ "كا" بألف مفخمة!) يعيش فى بنسيون ويعمل وكيلا فى بنك، تفاجئه محكمة من نوع غير مألوف، فترسل اليه من يعتقله ويتركه رغم الاعتقال طليقا، ثم تدعوه الى الاستجواب أو الى التحقيق، دون أن يعلم الذنب الذى ارتكبه. ويحاول الدفاع عن نفسه معتمدا على محام مرة وعلى وساطة الوسطاء مرات وعلى نفسه أحيانا، فلا يصل الى نتيجة. وينتهى ذات يوم على يد اثنين من المحكمة يقتلانه بحكم لم يره، صادر من فائض لم يعرفه، والذنب لا يعلمه.- أين هذا الانسان الحائر؟ أين موضعه من الزمان والمكان؟ لا ندرى على وجه اليقين. فرانتس كافكا لا يحدد زمنا بعينه ولا يحدد مكانا بعينه. انه يترك هذين البعدين بلا تحديد، وهو يهدف من وراء ذلك الى التأكيد على عمومية المشكلة أو المشكلات التى يتعرض لها. ليست محنة يوزف ك محنة انسان معين فى ظروف معينة، بل هى محنة الانسان اذا أحاطت به مثل هذه الظروف. إقرأ المزيد