تاريخ النشر: 05/12/2018
الناشر: دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يبدأ فرانتس كافكا اولى وأكبر وأشهر رواياته بجملة مفتاحية قصيرة على لسان الراوي: "لا بد أن أحدهم قد افترى على يوزِف ك، فقد اعتُقل ذات صباح، دون أن يكون قد أذنب".
توحي الجملة بأن الإعتقال دون ذنب لا بد أن يكون نتيجة لعملية إفتراء، فالبريء لا يجوز قانونياً إعتقاله ولا ...إنزال عقاب بحقه، ويوزف ك يعيش في بلده يسوده القانون، وهو نفسه وكيل قانوني في بنك، أي أنه خبير بالشؤون القانونية، ومع ذلك فإن إعتقاله الغرائبي قد قلب حياته رأساً على عقب، وإذا به على مدى سنة إلا يوماً واحداً، من عيد ميلاده الثلاثين إلى عشية عيد ميلاده الحادي والثلاثين، يقضي معظم وقته باذلاً كل جهده لمعرفة ذنبه الذي اعتُقل بسببه ومَن الذي يحاكمه وسيصدر الحكم عليه وينفذ العقوبة.
لقد كان إعتقاله غرائبياً حقاً، فالحارسان اللذان نفذا إعتقاله في بيته وأكلا فطوره وأرادا السطو على ثيابه، يجهلان كل ما يرتبط بحيثيات أمر الإعتقال، ولا يهمهما الإطلاع على أوراقه الثبوتية.
والمحقق الأول في بيته أيضاً، لا يستطيع أن يطلعه على أمر الإعتقال وطبيعة الإتهام وهوية المحكمة التي أصدرته، لكنه يحيطه علماً بأنه طليق يستطيع متابعة حياته وعمله دونما إعاقة، حتى صدور قرار الإدانة وتنفيذ العقوبة، وقد جلب ثلاثة موظفين من البنك إلى التحقيق ليرافقوا المتهم لاحقاً إلى عمله في البنك دون إبطاء.
لقد درس كافكا القانون ومارسه في عمله في شركة التأمين على حوادث العمال، وقام بسفرات عمل كثيرة جداً للتحقيق ومتابعة قضايا الشركة، ولا شك في أن الكثير من ملاحظاته في أجواء المحاكم والمحامين وتأويل النصوص القانونية قد تسرب إلى روايته، بعد كثير من القصص القصيرة والطويلة، ورغم إستيحائه الواقع وصياغته مادته الروائية بلغة واقعية قانونية، فقد غلف كل ما يتعلق بالمحاكمة في الرواية بجوٍ من الغموض اللاواقعي، موشى بلمسات كوميدية ساخرة، رغم السوداوية العامة، حتى بدا عالم القانون كمتاهة لا خروج منها.
كتب كافكا الفصلين الأول والأخير دفعة واحدة، ثم التفت إلى صياغة الفصول الأخرى كل على حدة، وكان يرقم صفحات كل فصل لوحده، لكنه لم يرقم تسلسل صفحات الرواية بكاملها، فاضطر صديقه وناشره الأول الناقد ماكس برود إلى ترتيب الفصول حيث شعوره الشخصي، وبقيت بعض الفصول غير مكتملة.
لافت الرواية إنتشاراً ونجاحاً عالميين على مدى قرابة القرن، وكُتب في محاولة شرحها وتحديد مقولتها أكثر مما كتب عن أي رواية أخرى، وما زالت المحاولات جارية حتى الآن، عن طريق إعادة ترتيب بعض الفصول أو إضافة شيء مما نشره الكاتب على حدة قبل وفاته.
وعلى الرغم من غموضها الظاهري وتعدد تأويلاتها، فإنها تعتبر إحدى أهم روايات القرن العشرين وأبعدها تأثيراً في تطور الحداثة.نبذة الناشر:قال الرجل: (جميع الناس يسعون إلى القانون، فكيف حصل طوال السنوات الكثيرة، أنْ لم يطلب أحد إذنَ دخولِ سواي أنا؟) أدرك حارس الباب أن الرجل شارف على نهايته، ولكي يوصل إليه الجواب رغم سمعه المتلاشي، صرخ بأعلى صوته: (هنا لم يكن لأحد غيرك أنت الحصول على إذن دخول، لأن هذا المدخل مخصص لك وحدك، وسأذهب الآن لكي أغلقه).
لا أريد الزعم بأن فرانتس كافكا عند كتابته رواية "المحاكمة" ١٩١٤ قد تنبأ بأهوال الحربين العالميتين وما بينهما، لكنه بحساسيته وذكائه الخارقين استخلص من أتون براغ المتأجج عشية الحرب، كل ما كان يلزمه لرؤياه، و"المحاكمة" هي الرائعة الأدبية التي منحت رؤياه صوتها. - لويس بيغلي - روائي أمريكي
تخطر في بالي للتو بعض الأمور من السنوات الأخيرة، أحدها كان ذا تأثير واضح: كُتُب فرانتس كافكا، ذات البنية الشديدة الخصوصية المشيدة بعناية رفيعة، سواء القصص أو الروايات الحلمية "المحاكمة" و"القلعة - إنها تثير الخوف، بغرابتها الحلمية الساخرة، بإحكام معمارها وتأثيرها المُمرِض على القارئ إنفعالياً إقرأ المزيد