تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: دار الشروق
نبذة الناشر:هذا الكتاب هو إحدى مسرحيات توفيق الحكيم الشهيرة التى تم إصدارها ضمن مشروع إعادة نشر الأعمال الكاملة لأبى المسرح العربى.نبذة المؤلف:شهر زاد!..
تحت هذا الاسم المثير للأحلام، لا تبحث عن زخرف ألف ليلة وليلة الذي أفرطنا في العلم به، ولا عن بذخ الشرق الذي تواطأنا على المراد منه. كل ما تراه ...هنا من المناظر: طريق مقفر، ودار تحت جنح الليل، وإنعكاس مضجع ملكي يضطرب في بركة من المرمر، ثم رمال الصحراء... وبين الزهادة المختارة في هذه المناظر، والوجازة المقصودة في هذه السطور، تجري مأساة النفس البشرية في كل زمان وفي كل مكان... في هذه الفصول تبدو شهرزاد في جوهرها الخالص، عاطلة من لألاء عقودها، ونضار براقعها... وماذا يهم اسمها وملامحها؟ ليكن لها وجه المرأة، أو وجه الحظ، أو وجه العلم، أو وجه المجد، فلن تكون شيئا آخر غير القمة البراقة التي تتجه إليها وتتهالك عليها مطامع الإنسان. والواحة التي تلهب ظمأه دائما ولا تطفئه أبدا. والموضع الذي لا ظل للرحمة فيه، حيث يتلاقى أمله الرغيب ووهمه المتبدد، وكلاهما وفيّ للآخر ذلك الوفاء الفاجع المحزن!..
ومنذ هذه اللحظة تصعد المأساة، وتتعقد المشكلة حتى تبلغ الدرجة التي يصبح فيها شهريار وشهرزاد وجها لوجه يمثلان ذلك التصادم العارم بين قلق الإنسان وسر الأشياء...سألها شهريار: "من أنت؟ هل تحسبينني أطيق طويلا هذا الحجاب المسدل بني وبينك؟." فغمغمت شهر زاد بهذه الكلمات الخفيفة المشرقة: "وهل تحسبك، أيها الطفل، لو زال هذا الحجاب، تطيق عشرتي لحظة؟.."
ذلك لأن الحق الذي لا شبهة فيه أن منشأ العظمة في القلق الإنساني هو أنه عضال لا طب له. وربما كان من أسباب عظمته أيضا أنه ضروري للإنسان، باعتباره باعثاً على بحثه المتصل، وعلة لتلك الغريزة، التي تدفع كل جيل على الرغم من هزائمه ومغارمه أن يؤدي الشعار إلى الجيل الذي يعقبه، ليدخل به ساحة الأمل.
كان لابد من مشاعر يجرؤ على وضع إحدى المأساتين العظيمتين للإنسانية ي هذا الإطار الضيق. وكان مما لابد منه أن يكون هذا الشاعر شرقيا دقيق الحس، خصب القريحة كتوفيق الحكيم ليروض الصعب في مثل هذا العمل بهذا الوشى الفني العربي البارع الذي لا يزال يدهش ذهننا الديكارتي في بعض الدهش، قبل أن يفتنه كل الفتون...
جورج ليكونت إقرأ المزيد