تاريخ النشر: 01/08/2002
الناشر: الشركة العالمية للكتاب
نبذة نيل وفرات:".. وتنبه الروسي لحركة دخول "محسن" فوجّه بصره إليه، وأشار له بعين باسمة إلى شعاع ذهبي انعكس على الفراش: ما أجمل الشمس اليوم!.. نعم.. قالها الفتى في فرح الأطفال الساذج بهذا الشعاع فوق سريره، وصاد صمت، قطعه المريض بشبه همس: آه!.. النور.. النور يشرق من بلاد الشمس "ليغرب" في ...بلاد الغرب!.. ثم التفت إلى "محسن" وقال له في صوت متداع: اقترب يا صديق، وانهضني قليلاً.. فإني سئمت طول الرقاد.. ثم أمسك بيد "محسن" بين يديه، ونظر إليه طويلاً وقال: أتعاهدني؟ على ماذا؟.. أن نذهب معاً إلى.. الشرق؟ فتردد الفتى قليلاً ثم نظر إلى كيان الرجل الواهي: نعم، عندما تسترد كل صحتك! إني أشعر اليوم أني قد شفيت، إن صحتي تسمح لي أن أسافر، اليوم بالذات؟!.. دعني أيها الشاب، سنذهب إلى الشرق، أريد أن أرى جبل الزيتون، وأن أشرب من ماء النيل وماء الفرات وماء زمزم وماء.. وتترك هذه البلاد وهذه الحضارة، وتترك "بيتهوفن"؟ آه يا مسيو "ايفان"! إنك تستطيع أن تقول كل شيء عن الغرب فأسمع لك ولكن "بيتهوفن".. ها هو ذا رسول للمحبة والسلام، خليق أن يرفع مجد الغرب أبد الآبدين، وأن يطهر الإنسانية وأن ينير القلوب!! فالتفت الروسي إلى "محسن" في قوة: بيتهوفن!.. بيتهوفن.. نعم بيتهوفن و"هاندل" و"موزار"، و"هايدن"، و"جان سباستيان باخ" و"ميكل آنج ورفاييل ورمبرانت وباسكال وسان توماسو كربونيك، وجاليلية ودانتي.. الخ الخ.. كل أوئلك إن هم إلا زهرات يانعات في حديقة المسيحية الغناء! ثم وضع يده على كتف محسن المطر الساهم: هلم إلى المنبع!.. إلى المنبع.. إلى هناك.. إلى هناك". إقرأ المزيد