عصفور من الشرق
(4)    
المرتبة: 8,502
9.00$
الكمية:
شحن مخفض
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار الشروق
نبذة نيل وفرات:"سمع الفتى ذات عصر صوت غنائها، ولعم أنها في حجرتها، فتجلد وذهب إلى بابها، وطرق طرقة خفيفة خجلة.. ففتحت.. وما إن رأته حتى عادت، فأغلقت في وجهه الباب في هدوء، بغير أن تلفظ كلمة!...
فرجع الفتى أدراجه أحمر الوجه، من أثر تلك الصفعة وجلس إلى مكتبه، وأخفى رأسه بين كفيه!..
ومرت ...عليه ساعات أخرى، وفكر مرة أخرى: لو أنه استطاع فقط أن يكلمها ويفهمها؟!..
وحاول في اليوم التالي أن يعيد الكرة، فطرق بابها مرة ومرة... فلم تفتح له!... وتوسل إليها أخيراً، من خلف الباب أن تصغي إليه خمس دقائق، يخرج بعدها ولا يعود، بل إنه يعدها بترك النزل كله، والمضي بأمتعته إلى حيث لا تعلم، لكنه لم يتلق جواباً... فهي سماء صماء، لا يصل إليها دعاء، وهو عبد طريح على أرض الشقاء، قد ارتكب خطيئة لا غفران لها، ولا يدري ما هي؟!...
وحدثته نفسه أحياناً بالثورة، وود لو تنقلب كل ذرة من ذرات حبه إلى قنابل، تتساقط محطمة ذلك الشيء الجميل، الذي كان يسميه "سوزى"!... ولكن، رباعية من رباعيات الخيام، وقعت فجأة تحت بصره، وهو يقلب الكتاب بين يديه، لاحياً حالماً: "إذا أردت أن تسلك طريق السلام الدائم، فابتسم للقدر إذا بطش بك.. ولا تبطش بأحد!...".
نعم، فليبسم، على الرغم من كل شيء!.. حسبه أن قد ظفر بلحظة من هذا النعيم الذي كان يجهله!... نعم، إن تلك المرأة استطاعت أن تكشف له عن جانب من جوانب الجنة المجهولة في كيانه!... فليكن من أمرها ما يكون، فهو الآن يعلم بفضلها ما لم يعلم!... "جنة الأرض" التي أعطته مفاتيحها، وأذاقته رحيقها، ووضعت شفتيها إلى جوار شفتيه على حافة ذلك الكوب البلوري، من الكوثر الأرضي!!..
لكنها قد طردته؟... فما مصيره؟.. أيعود إلى السماء؟!...
وترك مجلسه، واقترب من نافذته، وأطل منها على نافذتها السفلى، فوجدها موصدة، ولكن الضوء ظاهر من زجاجها، فهي في حجرتها ذلك المساء... لكن، كيف السبيل إليها؟... إن بابها المغلق في وجهه لا تخترقه صلاة، ولا يفتحه بخور!...".نبذة الناشر:كنا نتحدث عن وضع المسارح في مصر حين قال لي الأستاذ توفيق الحكيم إنه يتصور أن يخصص المسرح القومي بتقديم تراث المسرح المصري على مدار العام حتى يظل هذا التراث حياً وحاضراً، فكما تحافظ المتاحف على الآثار التاريخية يجب أن يحافظ المسرح القومي على الآثار المسرحية.
ومضت السنون ورحل توفيق الحكيم، وصارت المشكلة ليست فقط في عدم إبقاء تراثه المسرحي حياً على خشبة المسرح وإنما في عدم توفره حتى كنص مطبوع، وقد شكا لي وزير ثقافة عربي سابق من أنه بحث في المكتبات أثناء زيارته للقاهرة عن عدد من مسرحيات الحكيم ليكمل بها مجموعته، فقيل له أنها نفدت ولم يعاد طبعها منذ سنين..
من هنا كانت سعادتي لمشروع دار الشروق بإعادة نشر الأعمال الكاملة لأبو المسرح العربي توفيق الحكيم، فالأمم لا تنمو ولا تزدهر إلا بمقدار ما يكون تراثها ماثلاً في حاضرها وإلا انفرط عقدها وفقدت ماضيها ومستقبلها معاً، في التاريخ وفي السياسة كما في الآداب وفي الفنون.
محمد سلماوي إقرأ المزيد
عصفور من الشرق
(4)    
المرتبة: 8,502
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار الشروق
نبذة نيل وفرات:"سمع الفتى ذات عصر صوت غنائها، ولعم أنها في حجرتها، فتجلد وذهب إلى بابها، وطرق طرقة خفيفة خجلة.. ففتحت.. وما إن رأته حتى عادت، فأغلقت في وجهه الباب في هدوء، بغير أن تلفظ كلمة!...
فرجع الفتى أدراجه أحمر الوجه، من أثر تلك الصفعة وجلس إلى مكتبه، وأخفى رأسه بين كفيه!..
ومرت ...عليه ساعات أخرى، وفكر مرة أخرى: لو أنه استطاع فقط أن يكلمها ويفهمها؟!..
وحاول في اليوم التالي أن يعيد الكرة، فطرق بابها مرة ومرة... فلم تفتح له!... وتوسل إليها أخيراً، من خلف الباب أن تصغي إليه خمس دقائق، يخرج بعدها ولا يعود، بل إنه يعدها بترك النزل كله، والمضي بأمتعته إلى حيث لا تعلم، لكنه لم يتلق جواباً... فهي سماء صماء، لا يصل إليها دعاء، وهو عبد طريح على أرض الشقاء، قد ارتكب خطيئة لا غفران لها، ولا يدري ما هي؟!...
وحدثته نفسه أحياناً بالثورة، وود لو تنقلب كل ذرة من ذرات حبه إلى قنابل، تتساقط محطمة ذلك الشيء الجميل، الذي كان يسميه "سوزى"!... ولكن، رباعية من رباعيات الخيام، وقعت فجأة تحت بصره، وهو يقلب الكتاب بين يديه، لاحياً حالماً: "إذا أردت أن تسلك طريق السلام الدائم، فابتسم للقدر إذا بطش بك.. ولا تبطش بأحد!...".
نعم، فليبسم، على الرغم من كل شيء!.. حسبه أن قد ظفر بلحظة من هذا النعيم الذي كان يجهله!... نعم، إن تلك المرأة استطاعت أن تكشف له عن جانب من جوانب الجنة المجهولة في كيانه!... فليكن من أمرها ما يكون، فهو الآن يعلم بفضلها ما لم يعلم!... "جنة الأرض" التي أعطته مفاتيحها، وأذاقته رحيقها، ووضعت شفتيها إلى جوار شفتيه على حافة ذلك الكوب البلوري، من الكوثر الأرضي!!..
لكنها قد طردته؟... فما مصيره؟.. أيعود إلى السماء؟!...
وترك مجلسه، واقترب من نافذته، وأطل منها على نافذتها السفلى، فوجدها موصدة، ولكن الضوء ظاهر من زجاجها، فهي في حجرتها ذلك المساء... لكن، كيف السبيل إليها؟... إن بابها المغلق في وجهه لا تخترقه صلاة، ولا يفتحه بخور!...".نبذة الناشر:كنا نتحدث عن وضع المسارح في مصر حين قال لي الأستاذ توفيق الحكيم إنه يتصور أن يخصص المسرح القومي بتقديم تراث المسرح المصري على مدار العام حتى يظل هذا التراث حياً وحاضراً، فكما تحافظ المتاحف على الآثار التاريخية يجب أن يحافظ المسرح القومي على الآثار المسرحية.
ومضت السنون ورحل توفيق الحكيم، وصارت المشكلة ليست فقط في عدم إبقاء تراثه المسرحي حياً على خشبة المسرح وإنما في عدم توفره حتى كنص مطبوع، وقد شكا لي وزير ثقافة عربي سابق من أنه بحث في المكتبات أثناء زيارته للقاهرة عن عدد من مسرحيات الحكيم ليكمل بها مجموعته، فقيل له أنها نفدت ولم يعاد طبعها منذ سنين..
من هنا كانت سعادتي لمشروع دار الشروق بإعادة نشر الأعمال الكاملة لأبو المسرح العربي توفيق الحكيم، فالأمم لا تنمو ولا تزدهر إلا بمقدار ما يكون تراثها ماثلاً في حاضرها وإلا انفرط عقدها وفقدت ماضيها ومستقبلها معاً، في التاريخ وفي السياسة كما في الآداب وفي الفنون.
محمد سلماوي إقرأ المزيد
9.00$
الكمية:
شحن مخفض
هذا الكتاب متوفر أيضاً كجزء من العرض
- الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
- الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً
لايوجد بنود
معلومات إضافية عن الكتاب
طبعة: 12
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 160
مجلدات: 1
- الأكثر شعبية لنفس الموضوع
- الأكثر شعبية لنفس الموضوع الفرعي
لايوجد بنود
أبرز التعليقات
رواية لطيفة وسلسة
- 28/02/27
وتعتبر من روائع توفيق الحكيم كتبها في بدايات عمره الادبي ونقلت الى السينما وقاكن ببطولتها الفنانة الراحلة سعاد حسني. رواية شيقة جدا وتستحق القراءة
دور نشر شبيهة بـ (دار الشروق)