نحو أمن عربي للبحر الأحمر
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
نبذة نيل وفرات:أعادت مجريات الأزمة اليمنية-الأرتيرية ومراحل تطور تسويتها الإيجابية، تسليط الأضواء من جديد على أهمية البحر الأحمر الجيواستراتيجية للأمن العربي بشقيه على حدّ سواء، القطري للدول العربية المتشاطئة عليه، والقومي للعالم العربي قاطبة. إن دراسة للمواقف العربية التي عالجت موضوع البحر الأحمر. والتي يتضمنها البحث، تظهر أن تفعيل ذلك الموضوع ...في الأجندة العربية يتصف بسمتين أساسيتين ودائمتين، الأولى: أن الاهتمام العربي بهذا الموضوع محكوم في سياق الصراع العربي-الإسرائيلي الذي اشتد أوراه خلال تلك الحقبة الزمنية، ثم أعيد طرح المسألة مرة أخرى في إطار انعكاسات الحرب العراقية-الإيرانية وتأثيراتها في منطقة الإقليم المحيط بها، والمتضمن طبيعياً إقليم البحر الأحمر. فيما جاءت ردود الفعل العربية مرة ثالثة في أثر احتلال أرتيريا لجزيرتي جنيش الكبرى والصغرى قرب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر في 15 كانون الأول/ديسمبر 1995، ولكنها أعادت إلى اليمين جزيرة جنيش الكبرى في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 1998.
أما السمة الثانية فهي "الآنية"؛ حيث غالباً ما تكون ردود الأفعال العربية تجاه قضايا البحر الأحمر طارئة ولحظية، وسرعان ما تتلاشى ردود الأفعال تلك في ثنايا القضايا والمشكلات العربية الأخرى. فحتى هذه اللحظة لم تظهر المواقف وردود الفعل العربية إزاء أزمات البحر الأحمر الطارئة ضمن إطار استراتيجية عربية شالمة، تهدف إلى ضمان أمن وسلامة حوض البحر الأحمر وحماية الطرق التجارية والملاحية والاستراتيجية فيه. إن إدراك أهمية البحر الأحمر الجيواستراتيجية بالنسبة إلى العرب تستحق التوقف عندها، للبدء بخطوات جادة نحو تأمينه عربياً. وأول تلك الخطوات هي بلا شك بلورة استراتيجية عربية واضحة تجاه البحر الأحمر. ومن هنا جاءت الدراسة لتكون مقاربة من الباحث جادة، ومفتوحة على إضافات الآخرين، للمساهمة في صياغة استراتيجية عربية تحمل في بنيتها الإمكانية الواقعية لتجسيدها على مياه البحر الأحمر، وتقوم على أساس الفعل والمبادرة المتحصلين من الإدراك الشامل لأهمية البحر الأحمر الجيواستراتيجية، وليس رد فعل على قضية آنية أو حادثة طارئة تواجه أمن البحر الأحمر. إقرأ المزيد