آسيا مسرح حرب عالمية محتملة
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
نبذة نيل وفرات:إذا كان الصراع هو الأب للكائنات جميعاً، والملك على الكائنات جميعاً على نحو ما رأى الفيلسوف الإغريقي هرقليطس، فإن المؤسسات والعقائد العسكرية قد استقرت في أعماق النفوس والثقافات البشرية ولسوف تبقى فاعلة فيها. إن التصدعات الحضارية والمجتمعية والاقتصادية المتلاقة في آسيا بالذات تعزز من فاعلية هذه المؤسسات والعقائد. كما ...يزداد تأثير مكشلات الهجرات والجاليات الضخمة، مثل الصينية والهندية والفليبنية، وتتفاقم مشكلات اللاجئين، وتعقيدات مشكلات السكان الأصليين الذين فاق عددهم في آسيا مئتي مليون، في مقابل 16 مليوناً في أمريكا الشامالية و30 مليوناً في وسطها وجنوبها من بقايا الأمم التي أبادها الاستيطان الأوروبي. وتشتد أيضاً التفاعلات المتأججة للتوترات السياسية والقيمية والاقتصادية والاجتماعية التي تزخر بها آسيا، في مواجهة التراكمات التاريخية والمستجدة للهيمنة الخارجية. تلتقي هذه العوامل مع اعتماد الهيمنة الأمريكية الراهنة قانون القوة تاريخياً، لترجيح تصاعد الصراعات والحروب وانتشارها.
ومن الطبيعي أن تتشكل في هذا السياق تحالفات وتكتلات جديدة، لا تقتصر على قوى آسيوية ينتظمها إطار قومي أو إقليمي أو حضاري أو اقتصادي أو مصالحي قاري، وإنما تشمل بالضرورة قوى غير آسيوية تتداخل مصالحها مع قارة آسيا. إن التمسك الأمريكي بخوض الحروب بعيداً عن الأرض الأمريكية، والحرص الأوروبي على تحاشي حرب جديدة واسعة على الأرض الأوروبية وتواضع المعطيات الجيو-ستراتيجية والجيو-سياسية والجيو-اقتصادية الراهنة للقارة الأفريقية، محددات لا تترك مسرحاً آخر للحروب التي تفرغ توترات الصراعات الدولية المقبلة سوى المسرح الآسيوي. إنه مسرح غني بالاحتمالات والمفاجآت، غناه بالبشر والثروات والحضارات، إنه مسرح قد يقرر سقوط إمبراطوريات وقيام اخرى، ليس في إطاره الجغرافي والبشري فحسب، وإنما على امتداد العالم. ضمن هذه المقاربة تأتي دراسة خير الدين نصر عبد الرحمن في محاولة لاستشفاف الأسباب وتنظير الخلفيات التي تستدعي جعل آسيا مسرحاً لحرب عالمية محتملة. إقرأ المزيد