مخطوطات قمران - البحر الميت، التوراة - كتابات ما بين العهدين
(0)    
المرتبة: 31,245
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الطليعة الجديدة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تعد مخطوطات البحر الميت التي تقدم للقارئ العربي، في هذه الترجمة الكاملة والأولى بالعربية، أهم مخطوطات دينية اكتشفت في العالم، فهي ترجع إلى نحو ألفي سنة، وتشمل على نصوص أصيلة لملة يهودية هي الآسينية. وكان يعرف عنها القليل، الأمر الذي ترك المجال مفتوحاً أمام المؤرخين لافتراضات كثيرة أهمها وأكثرها ...انتشاراً أن المسيحية ولدت وترعرعت في البيئة الآسينية. والحق أن اكتشاف موقع قمران على البحر الميت حيث كانت تعيش هذه الجماعة، وحيث تركت لنا إرثاً غنياً من مخطوطات "التوراة" و"التوراة المنحولة" إضافة إلى "كتب الملة" نفسها، أعاد فتح ملف تاريخ الدين اليهودي والتاريخ الديني للمنطقة بشكل عام.
وقد جاءت المخطوطات، التي حققت ونشرت على مدى أكثر من خمسين عاماً، لتكشف عن جوانب مفاجئة إلى حد كبير من حيث التطور التاريخي والسياسي للدين اليهودي في العصور السابقة للميلاد وتأثره بالتغيرات العاصفة التي كانت تشهدها المنطقة، كما ومن حيث استمرارية الأفكار التي كانت سائدة في قمران والتي كانت منتشرة في عدد من المواقع خارج فلسطين وأهمها دمشق، حيث يمكن العثور على آثار هذه المعتقدات من العديد من الاتجاهات التي استمرت في المنطقة أو خارجها بعد نهاية الآسينيين. ويعود هذا كله إلى اكتشاف مغاور وموقع قمران حيث كان يعيش الآسينيون.
والحق أن هذا الاكتشاف فتح المجال واسعاً لتأمل وفهم تاريخ المنطقة الديني، بل ولإعادة كتابته على ضوء المعطيات الجديدة، ويبدو أن مؤلفي هذه الوثائق، والتي تعرف اليوم بمخطوطات البحر الميت، أو مخطوطات قمران، كانوا مضطهدين من قبل السلطة السياسية والدينية اليهودية في تلك الفترة، وكانوا يعيشون في جماعات منعزلة متفرغين للعبادة وفق منهجهم الخاص الذي كان باعتقادهم الأصح والأكبر أصالة، ذلك أنهم كانوا يعتقدون على قلتهم بأنهم يعرفون الحقيقة، وبأن أغلب اليهود كانوا على ضلال.
بالإضافة إلى ذلك بأن الآسينيون كانوا معرفين بتقواهم وزهدهم وتكتمهم على أسرارهم، ومعرفتهم بالفلك والعلاقة بين البشر وحركات الأفلاك، وتقديرهم للأزمنة الموافقة لإقامة الاحتفالات المقدسة، وقدرتهم على الشفاء والتخلص من الآلام والنجاسة بالتطهر. وتعد هذه السمات موازية إلى حد كبير لما نجده في المدارس والأخويات السابقة في المنطقة، وخاصة عند البابليين والفينيقيين، غير أن الآسينيين أضافوا إلى ذلك ما كان أكثر جوهرية بالنسبة لهم، ألا وهو تعاليم وكتب الأنبياء اليهود إضافة إلى كتب الملة الخاصة، والى كتب منسوبة لأنبياء واليهود إنما لم يعترف عليها من قبل السلطة الرسمية واعتبرت منحولة.
وبالعودة إلى الجزء الأول الذي ضم في طياته "الكتب الآسينية" نجد أنه قد حوى ترجمة لكتب آسينية عدة وهي 1-مدرج دستور الجماعة والذي شمل كل من دستور ملحق للرعية وكتاب التبريكات، 2-مدرج الهيكل والذي شمل كتاب دمشق وتنظيم الحرب، الشروحات التوراتية: شرح حبوق، شرح ناحوم، شرح المزمور XXXVII لأناشيد، 3-مدرج المزامير المنحولة لداود، والذي شمل: أجزاء متفرقة هامة، مختارات، تستمونيا، أسطورة مليكيصادق العبرية، الطقسي الملائكي، أحابيل المرأة، كتاب الأسرار، 4-التكوين المغول. وقبل عرض هذه الكتب الآسينية تم تقديم عرض شامل للبيئة الزمانية والثقافية التي ظهرت فيها المخطوطات الآسينية، حيث تطلب ذلك الغوص في تفاصيل تاريخ اليهودية، والملل المتفرعة عنها في القرنين السابق واللاحق.
أما الجزء الثاني في هذه الوثائق أو المخطوطات فقد اشتمل على المخطوطات التي حققت باسم "التوراة المنحول" بالمقارنة مع بعض الأجزاء التي وجدت منها في قمران، وهذه المخطوطات هي كتاب أخنوخ الأول، والخمسينيات، ووصايا الشيوخ الإثني عشر، ومزامير سليمان، ووصية موسى واستشهاد أشعيا. وتؤلف هذه المجموعة الجزء الأول من التوراة المنحولة التي يشتمل الجزء الثالث من هذا العمل (كتابات ما بين العهدين) على الجزء الثاني منها، وهي الكتب التي حُققت اعتماداً على مخطوطات لم يعثر على بقايا أو آثار لها في قمران، إنما ترجح صلتها بالملة الآسينية من خلال أسلوبها أو مواضيعها.
وتتميز بعض أسفار العهد القديم المنحولة بأنها كتبت باسم مستعار، لكن ذلك لا ينطبق عليها جميعاً. فقد أهملت أسماء مؤلفي استشهاد أشعيا وكتاب الآثار التوراتية وقصة يوسف وأسنات وحياة آدم وحواء اليونانية. وتنسب كتب أخرى المجموعة إلى مؤلفين مختلفين، فليس النبي أخنوخ أو إدريس هو مؤلف كتب أخنوخ التي بين أيدينا، وكذلك الأمر بالنسبة لوصايا الشيوخ الإثنى عشر فهي لم تكتب بأيدي أبناء يعقوب، أو وصية يعقوب بيد يعقوب نفسه.
وقد تم تقديم دراسة موجزة لكل من المخطوطات المترجمة في هذا الجزء، وذلك مما في هذا العمل من فائدة في معرفة أهمية كل منها، واعتمدت هذه الدراسات الموجزة بشكل رئيسي على الملخصات التي قدمها مارك فيلوننكو واندريه كاكو في مقدمتهما للكتاب الأصلي الذي كان المترجم قد نقله إلى العربية مع إضافات وتعديلات وجد أنها ضرورية.
أما الجزء الثالث والأخير من الترجمة لـ"كتابات ما بين العهدين" فهو يضم تتمة مخطوطات التوراة المنحول التي نشرت في الجزء السابق، وهي مجموعة من المخطوطات التي لم يعثر عليها في قمران والتي لا يمكن بالتالي أن تنتسب إلى مخطوطات البحر الميت بشكل مباشر إنما التي ترتبط بالفكر الأسيني بشكل مباشر أو غير مباشر في معظمها.
وبالتالي يعد هذا الجزء استمراراً للجزء الثاني من "كتابات ما بين العهدين". فهذه الأسفار التي تنتسب إلى التوراة المنحول ذات أهمية كبيرة بالنسبة لدارسي تاريخ الديانتين اليهودية والمسيحية بخاصة، بل وكافة الملل والمذاهب التي ظهرت في المنطقة خلال القرون الميلادية الأولى والتي تركت تأثيرها الواضح على تيارات الفكر الديني خلال قرون طويلة تالية، فالأفكار التي عثر عليها في هذه المخطوطات التي ترجع إلى القرون الميلادية الأولى تعكس الظروف الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية عموماً التي كانت تتطور وتنبثق في المنطقة، كما وتشكل نوعاً من رد الفعل على التطورات التي أثرت على المفاهيم الدينية خلال القرون التالية للأسينيين ولبداية المسيحية.
وفيما يلي عرض لعناوين كل من المخطوطات التي يشتمل عليها هذا الكتاب: كتب وحي العرافات، رؤيا باروخ اليونانية، كتاب أسرار أخنوخ، كتاب الآثار التوراتية، كتاب عذرا الرابع، رؤيا باروخ السريانية، يوسف وأسنات، وصية أيوب، وصية أبراهام، رؤيا أبراهام، مراثي أرميار الحياة اليونانية لآدم وحواء، رؤيا إيليا. إقرأ المزيد