السيرة النبوية لابن هشام ؛ مختصر ابن هشام في سيرة خير الأنام
(0)    
المرتبة: 172,270
تاريخ النشر: 01/04/2005
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يروى أن محمد بن إسحاق (توفي سنة 152هـ/767م)، وكان وافر العلم غزير الإطلاع في أخبار العرب، أم بغداد، فدخل يوماً على الخليفة المنصور (754م-775م) وبين يده ابنه المهدي (775م-785م)، وكان حدثاً. فقال له المنصور: أتعرف من هذا؟ قال: نعم، هذا ابن أمير المؤمنين. قال: اذهب فصنف له كتاباً منذ ...خلق الله تعالى آدم إلى يومنا هذا.
فذهب ابن إسحاق، فصنف له ذلك الكتاب وعاد به إلى الخليفة. فقال المنصور: لقد طولته وأكثرت، اذهب فاختصره. ثم عاد ابن إسحاق بالكتاب مختصراً، وسمّاه كتاب "المغازي والسير". فكان الكتاب أوّل سيرة في التاريخ لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولكنها يا للأسف قد فقدت وما زالت مفقودة، ما عدا بعض المقاطع المخطوطة، الدفينة في دور الكتب.
وممن ساهم مباشرة لا عنوة في فقدانها عالم آخر في أخبار العرب، نحوي لغوي، اسمه عبد الملك بن هشام (توفي سنة 218هـ/834م). فقد تناول ابن هشام، بعد ما يقارب نصف قرن، كتاب ابن إسحاق في المغازي والسير، فاستطوله، وقام بوضع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلّة جديدة مختصرة.
سواء أصح هذا الخبر أم أنه كان مجرد فكاهة طريفة لتشويق القارئ واستمالة عطفه، فما يهمنا هو أن مختصر ابن هشام كان وما زال منطلقاً لعدد لا يحصي من سير رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعود السبب في ذلك لما تحلى به ابن هشام من سعة في الإطلاع وأمانة في سرد ما جمعه من الحديث، وكان هذا الحديث أقرب ما يكون من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيرته ومغازيه وما قام به من فعل أو قول. وما يزيد في ثقتنا بفضل ابن هشام هو أسلوبه في الرواية. فهو لا يجهل ما في الحديث المتداول من الاختلاف والنقص والتناقض أحياناً، فيحاول أداء حديث موحد متناسق متسلسل قدر المستطاع.
وفي يومنا هذا، لقد تطور المجتمع وانتشرت الثقافة وعم الاهتمام بشؤون الفكر، فلم تعد الكتب وذخائر الإنتاج البشري وقفاً على نخبة قلائل من الذين يحسنون القراءة. فتاريخ الحضارات وآثارها المخطوطة، وكل ما أنزل أو كتب في الأديان أصبح الآن في متناول الناس، وهم أكثر فأكثر رغبة وشغفاً بالثقافة والإطلاع. وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لابن هشام تعد ولا شك من أولى الذخائر في تاريخ الإنسان وأهمها. ولكنها ما زالت في الواقع صعبة المنال لطولها وتشتت أغراضها وقدم أسلوبها. فأي شاب اليوم في العالم العربي والإسلامي، إن لم يكن عالماً أو طالباً مختصاً في تاريخ الإسلام، يقول إنه قرأ سيرة ابن هشام بكاملها، وهي قائمة في طبعتها المصرية في 1624 صفحة من الحجم الكبير، ونحن نعلم أنها، بعد القرآن الكريم وبعد ما صحّ من الحديث، مرجع هام بل أقدم مرجع في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من انقلاب غير مسيرة التاريخ.
وهذا ما حدا بـ"وهيب بن عطاء الله" إلى وضع هذه الذخيرة العربية في متناول الجماهير، وما كاد يختلف همه، بعد نحو اثني عشر قرناً، عن همّ ابن هشام، فابن هشام أراد أن يقرأها أولاد الخلفاء، أما وهيب فيريد سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا لأولاد الخلفاء فحسب، بل لأبناء العرب جميعاً. ولذلك رغب لها في قالب جديد صغير الحجم قريب المنال محاذياً لمختصر ابن هشام. إقرأ المزيد