تاريخ النشر: 01/09/2002
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:في سيرته هذه، وكما يبدو من سردياتها، لم يكن صلاح نيازي يمثل مراحل حياته، كان يعيشها متداخلة بوتقة خليط، وكأنها عنصر واحد، رغم تعدد عناصرها، وزمن واحد، رغم تعدد أزمانه. ما وقع له في طفولته، لم ينقطع. نما وتفاعل وتداخل. بدأ ولم ينته. بوتقة خليط. ربما لهذا السبب استغنى ...في سيرته هذه عن التواريخ لأنها تاريخ واحد متواصل لا يمكن تجزئته إلا مجازاً. يسمع موسيقى لكن بكل تواريخه، ويقرأ كتاباً لكن بكل تواريخه، وينظر إلى لوحة رسم بنفس المثابة.
هكذا أصبحت ردود فعله، بعيدة عن الآنية، فلا تعنيه اللذات العابرة. يستعذبها ويندم ولكن هل ندم؟!! وهو يقول: "ما الفائدة من كل هذا؟ الشيء اليقين في حياتي الآن هو الحيرة، الحيرة حتى من قابليتي على الكتابة. الحيرة رافقتني مع أول كتاب مدرسي. الحيرة ميراثي الأول والأخير. فتّش كلكامش عن الخلود، فأصابنا بعدواه. في الواقع لا أفتش عن الخلود، وإن كنت أعشقه، فتشت في البداية عن لقمة العيش وكأنها الإكسير، واليوم أفتش عما ينسيني حويتي التي تزداد وتستفحل بمرور السنين. سأخرج من حلبة الحياة بحيرة أكبر. الحيرة ميراثي الأول والأخير.. هل نحن الحقيقة أم الصورة؟ أم صورة الصورة إلى ما لا نهاية؟!! هل نحن أشجار معطمة في أشجار غريبة؟"..نبذة المؤلف:كانت أمنيتي الوحيدة لا الوصول إلى لندن، لا العيش فيها، ولكن الموت في مكان آخر، الموت بإرادتي، أردت "أن أحس اللذة السوداء في الوفاة".. أردت أن أختار نوع موتي، كما اختار السهروردي موته. كان أشقّ شيء عليّ أن يشفي قاتلي غليله، أن أموت تحت قدميه وآلات تعذيبه مهاناً مذلاً، أمنيتي أن أحرمه من إشباع حقده.
غمرتني النشوة ثانية، حسنما تفتحت أمامي أوروبا خضراء شاسعة. إذن-قلت لنفسي-هذه أوروبا وكلها قبر لي، ومرة واحدة شعرت بلذة الانتصار، كَمَنْ يخاف المشنقة فيتلذذ بقرص للموت. الآن أستطيع أن أقرر مصيري في أية لحظة. أصبحت إرادة موتي بيدي، وهو من لا أريد لأحد أن يفرضه عليّ بالتجويع والتعذيب والإذلال، قررت أن لا ألتفت إلى الوراء بعد اليوم، أحببت القطار لأنه كان يخبُّ بقوة إلى الأمام، يدخل في الأنفاق الجبلية المظلمة ويخرج بقوة إلى الأمام. هديرك أيها القطار أجمل تهويدة أم في أذني اليوم. إقرأ المزيد