تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: شركة الأعلمي للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:كان الشيخ الأعظم الأنصاري، نادرة الدهر، ونابغة العصر، ومثالاً حيًّا للعلم والعمل، ونبراساً يُقتدى به في الاجتهاد، ومرآة جلية للورع والتقوى، وصورة صادقة للأخلاق المحمدية السامية، ومدرسة نموذجية للتربية الإسلامية العالية، والذي استضاء بنور علمه كل عالم، ولا تزال الهيئة العلمية الدينية في النجف الأشرف، وغيرها في بقية البقاع ...العلمية الإمامية تتغذى بتراثه العلمي في (الفقه والأصول). كانت ولادته عام 1214هـ في مدينة من بلاد فارس (دزفول). كان والده الشيخ محمد أمين الأنصاري من أجلّة العلماء العاملين.
نشأ الشيخ مرتضى ابن الشيخ محمد أمين الأنصاري في بيئة رشيدة صالحة. قرأ القرآن وختمه على حفّاظه المشهورين في مسقط رأسه، وتابع في تحصيله العلمي من لغة وحساب وكتابة وقراءة وبلاغة وعروض إلى أن شرع في الأصول والفقه على يد عمه الشيخ حسين الأنصاري وبلغ فيهما الدرجة الراقية، وظهرت فيه المقدرة العلمية، وجدّ كي يصبح مجتهداً مطلقاً، فرحل في سبيل ذلك وتغرب عن الأهل والأوطان في سبيل الوصول إلى هدفه الأسمى، حيث رحل إلى العراق للاستفادة من أعلام عاصمة العلم وأساطين الجامعة الكبرى في النجف الأشرف، حيث كانت المعهد الأعلى للدراسات العالية منذ أن اتخذها شيخ الطائفة عاصمة لها حتى دخل النجف الأشرف، وحضر معهد درس الفقيه الأعظم الشيخ جعفر كاشف الغطاء، والعلامة السيد بحر العلوم فاستفاد من منهليها حتى نال مرتبة عظيمة في الفقه والأصول ثم ذهب إلى كربلاء ونهل هناك من منهل أساتذتها الكبار وحضر مجلس الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهائي، والسيد ميرزا مهدي الشهرستاني، واستفاد منهما حتى بلغ مرتبة قيل له بعد أساتذته: إنه (أحد أقطاب العلم) الذين يشار إليهم بالبنان، ثم رجع إلى بلاده، واجتمع عنده الأفاضل فاستفادوا من غير منهله العلمي العذب.
كان له بالإضافة إلى علمي الفقه والأصول؛ باع طويل في الحكمة والفلسفة الإلهية والرياضيات والفلك والأدب والشعر، وله الاطلاع الواسع في الأديان. ترك مؤلفات قيمة تنوعت مواضيعها. توفي الشيخ الجليل عام 1245هـ ودفن في الصحن الشريف بجنب والده في الإيوان المواجه للباب الطوسي. هذا ويعدّ كتابه "المكاسب" أكبر دعامة لبناء صرح الاجتهاد الحديث، ومعرضاً خصباً لدراسة أساليب الاستدلال الفقهي الحاضر. حيث أنتج الشيخ الأعظم الأنصاري طريقة بديعة عميقة في الاستدلال خاصة به، لا تشبه طريقة الاقتناع البدائي بفحوى الأدلة الاجتهادية إلى طريقة الاستدلال المتعمق، والأخذ بأطراف الأدلة المترامية، ودراسة متفرقاتها وجمعها، ليتخلص من التناقض الذي وقع فيه غيره ممن اكتفى بالظاهر المجرد، والأمر الذي حاز معه "قصب السبق" الأوفى في طريقة هذه البديعة بما أعجب معاصريه، كما أعجز من بعده من الاستزادة عليه حتى عاد الكثيرون منهم معترفين بنبوغه وتفوقه في هذا المضمار. من هنا، ولما كان كتابه كان ولا يزال محطّ أنظار العلماء، كما أن البلوغ إلى مطاوي مطالبه الدقيقة صار محكماً للمشتغلين يختبر به بلوغهم درجة الاجتهاد، وقد عكف روّاد العلم والفضيلة على دراسته واستخراج درره..، ولمّا كان هذا الكتاب ولا يزال معقداً في التعبير في أكثر مواضعه نظراً للدقة في المعنى، والعمق في مضامينه هنا وهناك فاستدعى مثل هذا الغموض التوضيح والبيان. ولذلك دعت الضرورة إلى قديم هذه الدراسة للكتاب بعد مداولته مع أهل الفن والخبرة، بغية التمكن من الاستفادة منه بأفضل صورة وأوضح طريقة، حيث عمد المحقق إلى تقديم دراسة عميقة ليست كسوابقها؛ بل أعمق وأعمق بكثير، مدوّناً عصارة أفكاره وشواردها حول مواضع الكتاب بأرقام الهوامش، سواء التوضيحية منها أم التحليلية مما جعل الكتاب في متناول فهم تلامذة هذا العلم وروّاده من طلاب العلوم الشرعية الساعين للاختصاص في الدراسات الفقهية والأصولية. إقرأ المزيد