حقوق الإنسان في الفكر العربي، دراسات في النصوص
(0)    
المرتبة: 23,174
تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:يرتكز هذا الكتاب على مشروع هادف يطمح إلى أن يسبر غور الفكر العربي حول حقوق الإنسان، ليس فقط الآن، بعد أن استقرت أفكار حقوق الإنسان في العالم وأصبح لها في الثقافة العربية الراهنة وكان ثابت وهاجس أكيد، بل قيل هذا العصر بكثير، عندما لم تكن هذه القضية مطروحة للنقاش ...والتنظير كما شاهدها العصر الحديث ولم تتبع من الجدل الفكري الواعي الشاهد على أنها كانت قد أصبحت إشكالية تتسع للنقاش والتقنين، بل نشأت عن تجربة معاشة ضبطت العامل الإنساني في الجزيرة العربية وغذّت الفريزة الصائبة والإحساس الطبيعي بالعدالة والحق. لقد كشف هذا الكتاب عن تأصل نافذ بمفاهيم الحق والكرامة جاء طبيعياً عند العرب القدماء، غير مقنن وغير مرتبط بالنظريات المجردة، لم يجيء خلف الفضول في مكة ما قبل الإسلام، عندما اتفق أعيان مكة على حماية الزائر والغريب من الظلم في بلدهم، نتيجة لقانون مدني موضوع بل استجابة لرؤيا متغلغلة في الضمير لأصول التعامل والتبادل. ثم في الإسلام عندما حي النبي صلى الله عليه وسلم والعالم لم يزل في مطلع القرن السابع الميلادي، يهود يثرب، وسن لهم حقوقهم المدنية في وثيقة المدينة التي تم إيراد مقالة كاملة عنها في هذا الكتاب، وفرض كذلك موقف التسامح إزاء أصحاب الديانات السماوية، لم ينطلق إلا من رؤيا عميقة في إنسانيتها وإحساسها بالعدالة وحرية العقيدة. وكانت "العهدة العميقة" التي منحها عمر بن الخطاب للمسيحيين بعد أن دخل القدس وقد افتتحتها الجيوش العربية، فأمنهم على حياتهم وأرزاقهم راية أخرى من رايات التسامح الإسلامي وحتى الآن، بعد تجربة قرون من أنواع الحكم التعسفي الذي طالما عصف بمقدرات المواطن لم يزل العرب يذكرون صيحة عمر بالناس "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟" وما زالوا يذكرون اعتراض الناس على معاوية عندما أراد البيعة ليزيد" أردتها كسروية... وملكاً عضوضاً. لا مجال للشك في أن كل هذا التراث الفكري الذي زامن أيام الإسلام الأولى في الجزيرة العربية، وخارجها نشأ من نضج الفكر الإنساني النزعة الذي نما في الجزيرة خلال تجارب حياتية ونفسية لا بد من أنها كانت قد تبلورت عبر قرون من الزمن. ولعل وجود متسع لهذا الفكر العفوي المنثور في ثقافة برزت على الساحة قبل أواسط القرن السابع للميلاد إشارة إلى رقي إنساني في الأمة التي أفرزته وإلى نمو روحي وفكري تفوق على شظف المحيط الجغرافي وبدائيته. هذا لم يحدث كثيراً في التاريخ. إن جزءاً جيداً من النصوص التي يضمها هذا الكتاب، يضيء بنور ساطع تاريخ النزوع العربي المبكر نحو إقرار الحق وضمان كرامة الإنسان. لا بد إزاء ما يوجه إلينا من نقد جارح في أرجاء العالم الحديث لقبولنا الحياة في حرمان نسبي أو كامل من ممارسة حقوقنا المدنية من إظهار زبدة تفكير العقول النيرة والنفوس الذكية الراقية التي انتصرت قديماً وحديثاً لأكبر قضية من قضايا الإنسانية في تاريخها الطويل. نحن لم نكن فقراء بالفكر الواعي، وفي العصر الحديث لم تكن الجماعات المتلقبة لهذه الأفكار غائبة عن الميدان أو منقطعة الصلة بتراث عربي هو من أرقى ما عرفه الإنسان. غير أن وجود هذا التراث الذي يكشف عنه هذا الكتاب (ومعه كتب حديثة أخرى) هو المصدر الأول لاكتشاف المفارقة المذهلة التي تتضح للمواقب اليوم عندما يقارب بين هذا التراث، قديمه وحديقه، وما ابتلي به الفرد في وطنا العربي المعاصر من رضوخ ومسالمة مع ما يهيئه وتحداه باستمرار.نبذة الناشر:يرتكز هذا الكتاب على مشروع هادف يطمح إلى سبر غور الفكر العربي حول حقوق الإنسان، ليس فقط الآن، بعد أن استقرّت أفكار حقوق الإنسان في العالم، وأصبح لها في الثقافة العربية الراهنة مكان ثابت وهاجس أكيد، بل قبل هذا العصر بكثير، عندما لم تكن هذه القضية مطروحة للنقاش والتنظير كما شاهدها العصر الحديث، بل نشأت عن تجربة معاشة ضبطت العامل الإنساني في الجزيرة العربية، وغذّت الغريزة الصائبة والإحساس الطبيعي بالعدالة والحق.
إن جزءاً طيّباً من النصوص التي يحويها هذا الكتاب يضيء بنور ساطع تاريخ النزوع العربي المبكر نحو إقرار الحق وضمان كرامة الإنسان. ولا شك في أن التراث الفكري الذي زامن أيام الإسلام الأولى في الجزيرة العربية وخارجها نشأ من نضج الفكر الإنساني النزعة.. وفي هذا إشارة إلى رقي إنساني، وإلى نمو روحي وفكري تفوّق على شظف المحيط الجغرافي وبدائيته.. وهذا لم يحدث كثيراً في التاريخ.
.. إن أكبر نقص في حياتنا العربية المعاصرة هو الافتقار إلى قدرة الإنسان على المشاركة فكرياً في تعبيره عن رغبته في تحديث الحياة العربية من جميع جوانبها. وليس هناك من شك في أن أعظم فاجعة تُحيق بنا هي الخنق المستمر للفكر، والخرق الفادح لحقوق الإنسان. من لا يملك حريته المشروعة، وقدرته على التعبير، ومن لا يرى حقوقه السياسية مصانة مكرمة، لا يستطيع أن يقاوم العدوان الشرس الطويل في التاريخ، المتطاول نحو المستقبل، على كياننا وثقافتنا وهويتنا وإنجازاتنا.. إقرأ المزيد