تاريخ النشر: 24/05/2017
الناشر: دار المدار الإسلامي
نبذة نيل وفرات:يعدّ علم مصطلح الحديث من أجل العلوم وأعظمها وأهمها وأنفعها، وتعد قواعده التي وضعها علماؤه، وحرروها، وحققوها بأقصى ما في وسع الإنسان من التحرير والتحقيق، لمن أصح القواعد للإثبات التاريخي وأعلاها وأدقها، وليس أدل على ذلك من استخدام العلماء لها في أكثر الفنون النقلية. فقد استخدمها علماء اللغة وعلماء ...الأب وعلماء التاريخ وغيرهم، فاجتهدوا في رواية كل نقل في علومهم بإسناده، وطبقوا قواعد هذا العلم عند إرادة التوثيق من صحة النقل في أي شيء يرجع فيه إلى النقل.
وبالتالي فإن هذا العلم يعتبر-بحق-أساساً لجميع العلوم النقلية، وهو جدير بوصفه. بأنه "منطق المنقول وميزان تصحيح الأخبار" كما وصفه-بذلك بعضهم. وهو جدير بأن يتبوأ أسمى مكان، ويحتل أعلى منزلة في فلسفة المصطلحات على اختلاف العصور. إذ-بقواعده-يتحقق تمييز الصحيح من الأخبار من السقيم، وعن طريقه يعرف المقبول من الروايات والمردود.
وكتاب "الموجز في مصطلح الحديث" مختصر واف في هذا العلم النفيس، وهو يجمع للطالب أهم مباحثه، ويرسم أمامه معالم طريقه، ويكون له خطوة أولى في هذا الفن الجليل يرتقى منه وبواسطته إلى دراسة كتب فرسان هذا الميدان، ويمهّد له السبيل ليكوّن فكرة موسعة عن هذا العلم، وليحيط بقطر كبير من قواعده الأساسية، ويؤهله للتعمق فيه حتى ينتهي إلى درجة التحقيق، وحتى يصبح أهلاً لخوض غماره والغوص في أعماقه.
وتسهيلاً على الطالب، ومراعاة لطبيعة المنهج التزم المؤلف بترك الكثير من تشعبات هذا العلم وتفرعاته، وبالتالي لم يضمنه جميع مباحث وجزئيات هذا العلم التي ينشدها المختصون، وإنما اقتصر على القدر الضروري منها والذي لا غنى للطالب عنه. والتزاماً بذوق العصر، وتطبيقاً للمنهج الحديث في التأليف والإعداد، ورمزاً للتبسيط ورَوْماً للتيسير والتسهيل توخى المؤلف-قدر المستطاع-وضوح العبارة وبساطة الأسلوب من غير تطويل ممل ولا إيجاز مخل، معتمداً في كل ما دوّنه من معلومات، وما ذكره من مصطلحات على أوثق المصادر وأهمها. إقرأ المزيد