الكفاح المسلح والبحث عن الدولة، الحركة الوطنية الفلسطينية، 1949 - 1993
(0)    
المرتبة: 18,513
تاريخ النشر: 01/02/2002
الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:أسدل توقيع إعلان المبادئ، بإشراف رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، ورئيس الحكومة الإسرائيلية يتسحاق رابين، في 13 أيلول/سبتمبر 1993، الستار على حقبة تاريخية كاملة. وأنهى تبادل رسائل الاعتراف بينهما عقوداً من أفكار الوجود فيما بين الشعبين اللذين يمثلانهما، على الرغم من أن ذلك الاتفاق لم يقدم حلاً جذرياً ...لجوانب الصراع كافة. وقد قتل الآلاف من العسكريين والمدنيين منذ الحرب التي أدت إلى إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وإلى التهجير الجماعي لسكانها العرب خلال الفترة 1947-1949، وقامت الحركة الوطنية الفلسطينية في السنوات اللاحقة برفع شعاري "التحرير الكامل" و"الكفاح المسلح"، غير أنها في نهاية المطاف عجزت عن تحرير أي جزء من وطنها بالقوة.
وربما بدا ولأول وهلة أن الانتفاضة الشعبية التي تفجرت في الأرض المحتلة سنة 1987 أكثر قدرة على زعزعة السيطرة الإسرائيلية؛ لكن منظمة التحرير ما لبثت أن رضيت، من خلال المفاوضات، بتسوية تتناقض شروطها فعلاً مع المبادئ والأهداف التي تبنتها طوال أعوام. فكيف وصلت الحركة الوطنية الفلسطينية إلى هذه النتيجة؟ وما هي العوامل التي صدّت مسارها خلال عقود؟ وهل كان لها أن تحقق أكثر مما حققته بوجود القيود الخارجية والعقبات الكبيرة التي واجهتها عسكرياً وسياسياً؟ وكيف تمكن قادتها الرئيسيون، ومنظماتها الرئيسية، من المحافظة على سيطرتهم الداخلية على الرغم من التباين الفاضح ما بين أهدافهم المعلنة وإنجازاتهم الفعلية في كل مرحلة من مراحل النضال؟
وأخيراً لا آخراً، ما هو الدور الذي أداه الكفاح المسلح، مع الأخذ بعين الاعتبار التشديد المستمر عليه في الخطاب السياسي والاستراتيجيا الفلسطينية من جهة، والتخلي الفعلي عنه في مجرى الانتفاضة وفي مسار العملية الدبلوماسية التي أدت في النهاية إلى اتفاق سنة 1993، من جهة أخرى!
ضمن هذا الإطار يأتي كتاب "الكفاح المسلح والبحث عن الدولة". وهو يروي قصة الحركة الوطنية الفلسطينية ما بين سنة 1949 وسنة 1993، وذلك من خلال تركيزه على الكفاح المسلح. وأطروحة الكتاب المركزية هي أن الكفاح المسلح أوجد الدفع السياسي والدينامية التنظيمية اللازمين لتطوير الهوية الوطنية الفلسطينية، ولظهور مؤسسات مشابهة لمؤسسات الدولة، ولتشكل نخبة بيروقراطية كنواة حكومية. وقد فعل الكفاح المسلح كل هذا من خلال دفع العمل السياسي الجماهيري وتأسيس "الساحة السياسية" على الصعيد الوطني، وبالتالي فسح المجال لطبقة سياسية جديدة أن تتكون وأن تحظى بالاعتراف والشرعية وأن تؤكد زعامتها. ومن المنطلق نفسه، قام الكفاح المسلح بدور محوري في إبراز الفلسطينيين طرفاً متميزاً في السياسة الإقليمية يتمتع بدرجة من الاستقلالية لا يستهان بها.
أما الأطروحة الفرعية للكتاب فهي أن السر في تمكّن الحركة الوطنية الفلسطينية من البقاء، وفي تحقيقها بعض أهدافها على الأقل، يرجع إلى قدرتها على إحداث تحولات جوهرية في أهدافها وفي استراتيجيتها في المراحل الحرجة من تطورها. وقد حدثت هذه التحولات كردة فعل تجاه الأوضاع والتحديات الخارجية؛ لكنها تطلبت أيضاً تحولات موازية في العقيدة وفي البنية وفي السياسة الداخلية. وهنا، مرة أخرى، يلقي الكتاب الضوء بأفضل صورة ممكنة على هذا التحول من خلال تتبع مسار الكفاح المسلح، كخطاب وكممارسة في السيرة الفلسطينية. وقد انقسم السرد في هذه الموضوعات ضمن أربع مراحل تميزها، بعضها من بعض، الحروب العربية-الإسرائيلية في السنوات 1948 و1967 و1973 و1982، وتصل إلى نهايتها الطبيعية مع توقيع إعلان المبادئ في أيلول/سبتمبر 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
ويسبق كل جزء من الكتاب فصل تمهيدي يلخص الاتجاهات الدولية والإقليمية التي حددت إطار السياسية الفلسطينية للفترة المعنية، ويعرض بإيجاز أبرز التطورات في الساحة الفلسطينية. يستند السرد في الكتاب إلى حقلي علم الاجتماع السياسي والعلاقات الدولية، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك لا يقع ضمن أي منهما. كما أن هذا التحليل لا يتتبع بصورة منظمة، أو بتفصيل متسق، مواقف وأحوال مختلف القوى الاجتماعية الفلسطينية، أو القوى الإقليمية والعالمية الرئيسية، لا بل يقوم بعملية إعادة بناء تاريخية لتطور البرامج السياسية والخطاب العقائدي والبنى التنظيمية الفلسطينية كما تتكشف من خلال مقولة الكفاح المسلح الجامعة.نبذة الناشر:يتناول هذا الكتاب مرحلة كاملة من تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، من قيام دولة إسرائيل سنة 1948 حتى عقد اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل سنة 1993. وخلافاً للأطروحات المعهودة، يدل الكتاب على مركزية فكرة بناء الدولة في ظهور وتطور المؤسسات السياسية لمنظمة التحرير، حتى في غياب القاعدة الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية المستقلة؛ ويظهر ذلك من خلال تتبع التطور السياسي والعقائدي والتنظيمي لـِ م.ت.ف. وللفصائل الفدائية المسلحة المنضوية تحت لوائها. وإذ تمحور ذلك التطور حول موضوعة "الكفاح المسلح"، فإنه يظهر كيفية استخدام حالة الصراع والمواجهة من أجل تعبئة وحشد قاعدة جماهيرية، وتحقيق هيمنة مفاهيم ومصطلحات محددة للثورة والوطنية، وبناء المؤسسات الدولانية، وتأكيد شرعية طبقة سياسية ونخبة بيروقراطية جديدتين. هذا، ويستند الكتاب إلى أرشيفات م.ت.ف.، وإلى الوثائق الداخلية والمطبوعات الرسمية لمختلف الفصائل الفدائية، وإلى ما يزيد على 400 مقابلة أجراها المؤلف مع أعضاء وكوادر وضباط م.ت.ف. وفصائلها. إقرأ المزيد