هل يمكن الاحتكام إلى الولايات المتحدة في النزاع العربي الإسرائيلي ؟
(0)    
المرتبة: 96,003
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن الأطروحة الأساسية التي تدور عليها الدراسة في هذا الكتاب هي القناعة الموضوعية بأن سياسة أمريكا الصهيونية تجاه النزاع العربي-الإسرائيلي، تتفرع نهائياً من طبيعة النظام السياسي الأيديولوجي الأمريكي الذي ينطوي، من هذه الزاوية، على خلل متعدد الجوانب، يسمح للصهيونية بأن تسيطر على سياسته في الشرق الأوسط.
لذا، فإن أي تغيير ...صحيح لهذه السياسة، أو فيها، غير ممكن من دون تغيير لبنية هذا النظام نفسه. فاستمرار هذا النظام يعني حكماً استمرار هذه السياسة. من هنا يمكن القول بأن هذه الدراسة ليست تأريخاً للنفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة أو للسياسة الأمريكية تجاه النزاع العربي-الإسرائيلي، بل تحليل للأسباب الرئيسية البعيدة التي تفسر "النفوذ" و"السياسة" ستوضح الدراسة بأنه لا يمكن الاحتكام إلى الكونغرس بسبب خلل انتخابي أساسي يجعل من الممكن للمنظمات الصهيونية السيطرة عليه من داخل النظام الأمريكي. وسيرى القارئ أيضاً أنه لا يمكن الاحتكام إلى الرأي العام الأمريكي نفسه، ليس فقط لأن وسائل الإعلام تقع بدورها تحت السيطرة الصهيونية، بل لأن كسب رأي عام معين حول قضية معينة، لا يعني أبداً تغيير سياسة النظام السياسي من وجهة منسجمة معه، إن كان تركيب هذا النظام نفسه لا ينفتح لهذا. ثم إن المسألة ليست مسألة معرفة وقائع كانت خافية على أعضاء الكونغرس، السلطة التنفيذية والقيادات السياسية. فهؤلاء يعرفون هذه الوقائع، ولا يحتاجون إلى من يكشف لهم عنها، والمعرفة بها لا تعني العمل بها. إنها قبل كل شيء تركيب سياسي-أيديولوجي للنظام الأمريكي يمتنع على هذه الوقائع والمعرفة.
كذلك أيضاً، سيرى القارئ، من خلال هذه الدراسة أنه لا يمكن الاحتكام إلى البيت الأبيض أو السلطة التنفيذية، أولاً، بسبب السيطرة الصهيونية على الكونغرس، وثانياً، بسبب الخلل الانتخابي الأساسي نفسه الذي تستخدمه الصهيونية في ممارسة سيطرتها عليه. هذا يعني طبعاً أن هذا الاحتكام غير ممكن بشكل يؤدي إلى تغيير سياسة أمريكا الصهيونية، لأن هذه السياسة تتفرع نهائياً من بنية النظام الأمريكي السياسية والأيديولوجية نفسها.
ويمكن القول بأن هذه الدراسة تمثل بمضامينها وتطلعاتها فكراً ثوراً علمياً، في محاولتها لتحديد الموقف الذي يمكن ويجب اتخاذه تجاه سياسة أمريكا الصهيونية، من خلال إيجاد نظرية جديدة حول هذا الموقف تلغي الصيغ والمفاهيم القديمة، وتحدد احتمالات المستقبل المفتوحة أمامنا من هذه الزاوية. هذا وإن مهمة الفكر الثوري العلمي، الأولى، هي في تطهير القاموس السياسي من المفاهيم "الأسطورية"، وهذا ما تحاول هذه الدراسة تحقيقه.نبذة الناشر:سياسة أميركا الصهيونية التي تكلمت عنها في الكتاب، أو بالأحرى تركت معلقين أميركيين معروفين يتكلمون عنها، كانت كلها تقتصر على عملها في التسعينات من القرن الماضي، أي على ما يسمى بمرحلة السلام أو مفاوضات السلام. إنها كلها تدل أن سياسة أميركا ليست، فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، أميركية أولاً، وصهيونية ثانياً، بل صهيونية أولاً وأميركية ثانياً. فإسرائيل موجودة أولاً في واشنطن، واشنطن هي "موطنها". وجودها في فلسطين هو امتداد لوجودها هناك. ما قاله هؤلاء حول أسباب هذه السياسة يدلل مرة أخرى وبشكل إضافي على صحة النتائج التي وصلت إليها في كتاب "هل يمكن الاحتكام إلى الولايات المتحدة في النزاع العربي-الإسرائيلي؟" وقبله في مقالة "أزمة الإعلام العربي في الولايات المتحدة" عام 1962. ولكن رغم كل هذه الوقائع، ورغم امتداد هذه السياسة طيلة خمسين عاماً، فإن الإنتيليجنسيا كانت، ولا تزال في قطاعات كبيرة منها على الأقل، تتطلع إلى كسب أميركا، وإلى حل عن طريق أميركا، إنها كانت طيلة "خمسين عاماً تفاجأ بمواقف أميركا وسياساتها الصهيونية. إنها كانت عاجزة حتى عن الإفادة بما كانت تقوله باستمرار سلسلة طويلة متواصلة من المفكرين والباحثين الأميركيين، وطيلة خمسين عاماً، حول طبيعة النظام السياسي الأميركي والكيفية التي يعمل بها، وكذلك عدد آخر كبير من الباحثين والمعلقين الأميركيين حول طبيعة هذه السياسة الصهيونية. إقرأ المزيد