الجامعة العربية في تقارير الدبلوماسيين البريطانيين 1944 و1948
(0)    
المرتبة: 18,127
تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: وزارة التعليم العالي
نبذة نيل وفرات:إن الإجماع يكاد ينعقد فيما عرفناه من آراء الباحثين أنّ فكرة جامعة الدول العربية قد جاءت بدفع من بريطانياً، على أساس أنها وجدت أن من مصلحتها أن تسعى لكسب ودّ الدول العربية عن طريق مساعدته جزئياً في تكوين اتحاد عربي تمهيداً لفرض سيطرتها عليه. وفي هذا السياق يستشهد أحد ...الباحثين العرب بما يقوله باحث غير عربي بأن بريطانيا هي "الشريك الصامت" في إقامة جامعة الدول العربية والأكثر من هذا، كان لا بد بالنسبة للبعض من إبراز أسباب مقبولة لمناهضة بريطانيا لجامعة الدول العربية في حقبة لاحقة من الزمن، فيأتي رأيهم ببساطة مفادها أن بريطانيا ناصبت "الجامعة" العداء لما تبين لها أن القومية العربية تهدف إلى تصفية الاستعمار عن المجتمع العربي.
ومن هذه الزاوية تبرز أهمية هذه الدراسة الوثائقية التي أعدها الدكتور "علاء نورس" عن "الجامعة العربية في تقارير الدبلوماسيين البريطانيين"، فهي في الوقت الذي تثبت فيه بما لا يقبل التأويل تلاقي اعتبارات السياسة البريطانية مع رغبات الحكام العرب أبان فترة تأسيس جامعة الدول العربية، إلا أنها تثبت أيضاً بأن بريطانيا لم تدفع العرب في الواقع إلى تأسيس "الجامعة" تمهيداً للسيطرة عليها كما تواتر به الرأي حسبما أشرنا. بل أن بريطانيا كما تقطع التقارير الدبلوماسية التي وثقتها هذه الدراسة، ظلت حذرة من مآل التطلعات العربية نحو الوحدة، ورافضة للاعتراف بجامعة الدول العربية، ونشطة في استقراء وتحليل قيامها.
وإذا كان من شأن هذا الإثبات الموثق أن يجعل من الدراسة التي نحن بصددها "فتحاً جديداً" في ميدان التاريخ الدبلوماسي، فإن أهميتها لا تقتصر على هذه الناحية فحسب، إذ هي تثير في المرء جملة من الأفكار التي تسلط الضوء على حقائق كثيرة من الواقع الحالي للأمة العربية، والتي لا يصعب على القارئ إدراكها، بما يمكن من تفسير الكثير من الظواهر والاتجاهات سواء ما خصّ منها الإيمان المخلص والعميق بالوحدة العربية، أو العمل الجاد باتجاه التضامن العربي وصولاً إلى ذلك الهدف. ومن الجدير ذكره أن التقارير والوثائق التي ضمّها المؤلف دراسة قد استقاها من ملفات الوثائق البريطانية والعربية والتي سمح له عمله كمستشار لشؤون الجامعة العربية فرصة الاطلاع عليها. إقرأ المزيد