الصراع الدولي وإنعكاساته على الصراعات الإقليمية
(0)    
المرتبة: 220,094
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: وزارة التعليم العالي
نبذة نيل وفرات:تأتي هذه الدراسة لموضوع "الصراع الدولي وإنعكاساته على الصراعات الإقليمية" كمساهمة فكرية متواضعة تحاول الكشف عن ماهية الصراع بإعتباره ظاهرة تعيشها وحدات النظام الدولي والأسباب الدافعة إليها وأبرز الأقطاب المتصارعة في النظام الدولي وعلاقة سلوكها التصارعي بصراعات القوى على المستوى الإقليمي والأنماط السلوكية المتبعة في إداراتها والتحكم المستوى العنف ...المستخدم فيها.
ومن هذا المنطلق قام المؤلف بإجراء هذا البحث معتمداً على إستقراء ما هو متاح من حقائق ومعلومات تناولت الظاهرة الصراعية بمختلف أبعادها ومضامينها الفكرية؛ وعمد إلى دراستها وتحليلها ضمن الإطار العام للبحث ذاته وبشكل يجعلها منتظمة في إطار نظري منتظم يعين على طرح الإفتراضات والبرهنة عليها بعد التأكد من صحة نتائجها.
وفضلاً عما تقدم فإن أهمية هذا النموذج تنبع أيضاً من طبيعة الأنماط السلوكية المعتمدة من القوتين العظميين في معالجة هذا النمط من الصراعات الإقليمية والكيفية التي تم بموجبها التعامل مع الطرفين المتصارعين، إذ أنه خلافاً لمنطق تعاملها مع العديد من الصراعات الإقليمية لم تبد القوتان العظميان حماساً شديداً لمعالجته وإحتوائه، بل على العكس من ذلك تميز سلوكهما حياله بخاصية اللامبالاة وعدم الإكتراث النسبي على الرغم من أهمية المنطقة التي دار فيها القتال وخطورتها في المنظور الإستراتيجي الأمريكي والسوفيتي، وهو الأمر الذي عزز الإعتقاد بأن كلا القوتين كانت لهما مصلحة واضحة في إستمرار القتال تحقيقاً لمكاسب إستراتيجية ضمن صراعهما الدائر في المنطقة.
وتقتضي ضرورة البحث العلمي عند معالجة أية ظاهرة في ميدان المعرفة الإجتماعية تحديد الأداة المنهجية بإعتبارها وسيلة للوصول إلى نتائج منطقية بصددها؛ ولما كان موضوع هذا البحث ينصرف إلى دراسة "الصراع الدولي وإنعكاساته على الصراعات الإقليمية)، يكون من البديهي والحالة هذه أن تحدد أهداف الأقطاب الدولية المتصارعة وأنماط سلوكها المتبعة تجاه مناطق الصراعات الإقليمية.
لهذا اعتمد المؤلف منهجية الطرف الثالث (Third Party Approach) كأداة تحليل تجريبية تعين على تحقيق هذه الغاية؛ وفي إطار المنهجية المعتمدة تناول الظاهرة موضع البحث كظاهرة كلية (Macro)، ثم انطلق إلى دراسة الظواهر الجزئية المتفرعة عنها والمرتبطة بها (Micro).
وعلى هذا قسم موضوع دراسته إلى ثلاثة أبواب رئيسة تناول في الأول منها الإطار المفاهيمي للصراع الدولي، وعمد فيه إلى تحليل النسق التصنيفي لمفاهيم تحتوي على مجموعة من الكليات الفكرية التي يمكن أن تكون بمثابة المرجع التفسيري لظاهرة الصراع الدولي عموماً؛ أما الباب الثاني فقد خصصه لدراسة العلاقة بين صراعات قطبي القوة في النظام الدولي والصراعات الإقليمية.
وإنطلاقاً من الفروض والنتائج التي توصل إليها، في البابين الأول والثاني ركز في الباب الثالث على دراسة واحدة من بين أبرز الصراعات الإقليمية بإعتبارها نموذجاً لدراسة حاله وهي الحرب العراقية - الإيرانية؛ وقد ثبت في نهاية دراسته أهم الحقائق والإستنتاجات اللتين توصل إليها. إقرأ المزيد