تاريخ النشر: 01/10/2001
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"كان يبدو لها أنها إذا كسرت هذه الألعاب الصغيرة، ستفهمها والدتها وتجيبها بوضوح وبصراحة عن أسئلتها ستجيبها كيف يمكن أن تحب من يلفيها ويشطب وجودها. كيف تتفانى في عطاء من لا يعطيها؟ وكيف تغتبط إذا ما فرض عليها رجلها الانحناء؟ حب كاذب وعطاء مزيف واغتباط مر. لا يمكن أن ...يبقى الحب أو يزدهر العطاء ولا يتلون الاغتباط". الحقيقة هي الغاية القصوى لكل كاتب: لكن الوصول إليها، والتعبير عنها ببساطة وسهولة وصوت، هو أصعب ما قد يواجه الأديب في كتابته. "وربى الصلح"، تبحر اليوم في روايتها "كلنا نسقط معا" باتجاه حقيقة ما، وتسعى للوصول إليها، ثم تعمل على التعبير عنها. والحقيقة التي تكتب عنها هنا صعبة ومعقدة وشائكة، وكيف لا يكون كذلك، وهي تعبر عن السنوات الصعبة التي فتكت بلبنان منذ منتصف سبعينات القرن العشرين، هذا هو التحدي الذي ولجته ربى الصلح، الصبية الطالعة من فجر بعلبك وعراقة تاريخها وتنوع حياتها. وأول ميزة كربى، في هذا الولوج.
أنها ابنة هذه السنوات الصعبة والمعقدة التي عاشها لبنان، ولذا، فلم تأت مادة كتابها من فوقية أو من خارج، انها تنطلق من ذاتها إلى ذات الزمن الذي عرفت فيه الحياة. أما عدة ربى من هذا الولوج، فنص روائي يعتمد ببساطة سرد هي الحياة عينها، إنها البساطة التي يعجز كثير ممن يسعون إلى كتابة السرد عن تحقيقها، نعم هي البساطة الصعبة والعفوية النادرة. أما فنية ربى فتتجلى في اقترابها الحميم ولصادق من واقع الحال. إذ أنها أبحرت في روايتها في عالم لبنان من غير ما خوف أتصنع. دهلت الواقع من أكثر أبوابه واقعية. صورت الناس، وما هو حولهم وها هم فيه وما يطمحون إليه، كما هو، أو بالأحرى كما عرفته هي وعاشته، فكان الواقع، على واقعية، وقد التحف فنية السرد البسيط الذي تتقنه ربى، خلاباً، ساحراً، قادراً على الوصول إلى المتلقي بعفوية وبساطة.نبذة الناشر:مجال الحقيقة التي تكتب عنها ربى، صعب، معقّد، شائك، بطبيعته؛ وكيف لا يكون كذلك، وهو تلك السنوات الصعبة التي فتكت بلبنان منذ منتصف سبعينات القرن العشرين؛ فسماها بعض القوم حرباً أهلية، ورأى فيها بعض آخر حرباً للآخرين على أرض لبنان وبدماء أبنائه.
عرضت ربى للناس لبنان، على اختلاف مطارحهم الجغرافية، وعلى تنوع توزعاتهم الدمغرافية، وفي واقعية ميولهم السياسية، وفي كل مجالات تجليهم الوجودي.
هؤلاء اللبنانيون، على كل ما يحيط بهم من مظاهر اختلاف وسعي نحو التباين والتمايز، هم، في عمق وجودهم ناس، وفي عمق إنسانيتهم متوحدون في المشاعر والطموحات والمعاناة، لا لشيء إلاَّ لأن الإنسان الحقيقي هو واحد في أعماق إنسانيته مع كل الآخرين، إذا ما استطاع الوصول إلى هذه الأعماق، أو الحساس بها، أو إذا وجد من يقوده إليها. إقرأ المزيد