شرح جمل الزجاجي، الشرح الكبير
(0)    
المرتبة: 88,397
تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الزجاجي صاحب الكتاب هو أحد الأئمة الذين أسسوا المدرسة البغدادية في النحو وأقاموا صرحها الشامخ، وقد نال هذا الكتاب (الجمل) شهرة مدوية في العصور الوسطى لدقة تنظيمه وتبويبه وحسن صياغته ويسر أسلوبه، مما جعل النحاة يعكفون قروناً متطاولة على تدريسه لطلابهم في مشارق العالم العربي ومغاربه، وقد ظل المصريون ...والشاميون منذ ظهوره في القرن الرابع الهجري حتى ظهور ابن مالك في القرن السابع وابن هشام في القرن الثامن لا يعنون بشرح كتاب نحوي وتفسيره كما يعنون به، وما يزال المغرب العربي حتى اليوم يعتمد عليه في تعليم الناشئة النحو، وهيأ ذلك كله لأن تتكاثر شروحه من قديم حتى لتبلغ أكثر من مائة وعشرين شرحاً، وفي مقدمة هذه الشروح التي طالما تدارسها النحاة وطلابهم (شرقاً وغرباً)، شروح ابن عصفور حامل لواء العربية في القرن السابع الهجري بالأندلس والمغرب، وله عليه شروح مختلفة: أصفر وأوسط وأكبر، وقد اختار المحقق الدكتور صاحب جعفر أبو جناح أكبرها وأكثرها عسراً لكي يبعثه ويعيده إلى الحياة، ويمكن الباحثين منه، وقد استطاع بعمله هذا أن يستوفي لتحقيق شرح الجمل لابن عصفور شرائطه العلمية، بل لقد صعب هذه الشرائط إذ اشترط على نفسه أن يتحول بكل مسألة من مسائل النحو المبثوثة فيه إلى قضية يعرضها على مصنفات النحو الأساسية دارساً لها درساً علمياً متقناً، مستكملاً من هذا الدرس في هوامش الشرح ما ييسر فهمه ويذلل صعابه، غير مدخر في ذلك أي لون من ألوان العناء والمشقة. وقد وضع بين يدي هذا التحقيق العلمي الخصب تمهيداً عرض فيه حياة ابن عصفور موضحاً من تلمذ لهم ومن تلمذوا له ومصنفاته المختلفة، وتلا ذلك بثلاثة فصول، تحدث في أولها عن كتاب شرح الجمل محللاً تحليلاً واسعاً لمادته، مصدراً ترتيبه ونسقه في التقسيمات وعنايته بالحدود، ثم أخذ يفيض في بيان مصادره، وفي مقدمتها كتاب سيبويه، ثم كتب أئمة النحو من البصريين والكوفيين والبغداديين والأندلسيين، مما جعل الشرح يستحيل إلى شبه دائرة معارف نحوية تستوعب أكثر آراء النحاة في بيان كل قاعدة وكل ظاهرة نحوية أو صرفية، وكأنما تحول عقل ابن عصفور إلى ما يشبه عقلاً آلياً يحصي آراء النحاة المختلفين رأياً رأياً، وهو لا يحصيها فحسب، بل يناقشها شارحاً ومعللاً أو محتجاً نافذاً في أحيان كثيرة إلى آراء اجتهادية جديدة.
وجعل المحقق الفصل الثاني لبيان منهج ابن عصفور النحوي، موضحاً كيف كان يستعين بالقياس إلى أبعد حدّ متابعاً في ذلك البصريين تبعية مشددة، وتابعهم أيضاً في استعانته بالسماع، مع تأويله لصياغات الشعر والقراءات التي تشذ على قواعد النحو المطردة، ومع استظهاره للشعر والقرآن والحديث النبوي وكلام الفصحاء، وكذلك تابع البصريين في العناية بالعلل والحجج المنطقية العدة، مع الاهتمام الشديد بالاحتمالات الإعرابية.
وخصّ الفصل الثالث ببيان آراء ابن عصفور النحوية والصرفية ذاهباً إلى أنه كان يؤثر المذهب البصري على نحو ما يتبين في اعتناقه لكثير من آراء البصريين وإعلانه في غير موضع من كتاباته الانتماء إليهم، وقد أوضع الآراء التي خالف فيها ابن عصفور الكوفيين ومواطنيه الأندلسيين، وصور موقفه من آراء الزجاجي، غير منكر تمثله لكثير من آراء أبي علي الفارسي، مما قد يشهد من بعض الوجوه بنزعته البغدادية. إقرأ المزيد