تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:إطلالة على رؤى سعد الله ونوس، تغني حافظة القارئ الثقافية، وتجعله قريباً من محور مسرحية ونوس التي بين يدينا "الاغتصاب"، وتطلعه أكثر على خلفيات الكاتب الفكرية التي غدا من وحيها متأثراً ومؤثراً في طروحاته التي حملتها مشاهد مسرحيته هذه.
يقول عبد الله ونوس بأنه، في بناء الحكاية، استفاد من عمل ...الكاتب الإسباني أنطونيو بويرو بابيخو" القصة المزدوجة للدكتور "بالمي" وفي البداية كان مشروعه هو إعداد نص بابيخو ذاته للعرض المسرحي، ولكن سرعان ما عدل عن الفكرة مؤثراً كتابة نص جديد حول قضية العالم العربي المحورية، قضية الصراع العربي الإسرائيلى.
في هذه المسرحية راويان وحكايتان. راوٍ إسرائيلى وراوية فلسطينية. حكاية إسرائيلية وحكاية فلسطينية. والحكايتان تتداخلان، وتتبادلان النحو، والكاتب يحلم بأدائين متميزين. أداء يميز الحكاية الإسرائيلية، وآخر يميز الحكاية الفلسطينية. وكلا الأدائين ينبغي أن يكون جاداً ورصيناً.
وهنا نقف عند تحذير عبد الله ونوس في أي ميل لتقديم الشخصيات الإسرائيلية بصورة مضحكة أو فجّة، أو من عجز الممثل عن ضبط عدائيته للدور الذي يؤديه. وهو يريد، ولإيصال الفكرة بتجرد للمتفرج، أداءً واعياً ورصيناً. أما المستوى الفلسطيني فالكاتب يتصور الأداء فيه مبنياً على البساطة، ونوع من الفنائية المضمرة. والابتعاد عن الخطابية، فالأداء الخطابي لا مجال له في هذه المسرحية، بل أن أي اقتراب من الأداء الخطابي يخرّب العمل، ويسطحه. هكذا يسير عبد الله ونوس في استدعاءات ينفذ من خلالها إلى عمق عمله وعمق حكايته المطروحة والتي أراد إيصالها للمتفرج عبر الأداء الذي يرتقي بالفكرة إلى هدفها بعيداً عن أداء مسرحي فارغ.نبذة المؤلف:هذه الرواية نصّ مفتوح. أي أنه قابل للزيادات والتعديلات التي تمليها التطورات التاريخية. إن الرواية الفلسطينية لا تختم قولها، بل تركه مشرعاً على أفق مفتوح. ولهذا فإن الإضافات والتغييرات التي تحقق راهنية العرق ممكنة. وحتى الرواية الإسرائيل-وإن كان بدرجة أقل-هي نص غير مكتمل. والنقاش فيها يحتمل المزيد من المحاججة والتوتر.
باختصار.. إني أنظر إلى هذا العمل كمقطع مجتزأ من تاريخ عنيف، مثقل بالاحتمالات والتحولات. وإن كل عرض لهذه المسرحية يجب أن يرتكز على وعي بالتاريخ وما يحمل من تغيرات.
إن الوعي التاريخي هنا يضاهي الإبداع الفني، أو هو شرط جوهري له. إقرأ المزيد