تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:"بنات إسكندرية متعددات، وفردانية، بلا نظير. من أنت؟ ألم ألتق وجهاً لوجه، لكني أعرفك معرفة الحميم للحميم، ليس بعدها معرفة.
حوريات الذكر والتخاييل، مائلات أبداً عن أجساد وأرواح مندثرة، تهاويم سحيقة القدم، احتشد بها الصبا والشباب، والكهولة، متخطرات حتى الآن في أحلامي، بحياة أكثر جسدانية من أية امرأة.
بنات إسكندرية، وبحر ...إسكندرية-غوايات قائمة لا تنتهي ومحبات لا تبيد.
مهما كانت كثيرة فهي واحدة، مهما كانت عارضة خاطفة فهي أبدية. كيف أقاومها". بهذه الكلمات يصف إدوار الخراط بنات الإسكندرية في سنوات صباه محتفلاً بكل أنواع البنات. وقد رأى الشاعر المصري أحمد فضل شبلول: "أن هذه الرواية هي جزء من سيرة المؤلف الذاتية في مرحلة طفولته أو شبيبته ومراهقته سواء العاطفية أو السياسية، خلال سنوات الأربعينيات من القرن الماضي. وفي هذه المرحلة عادة ما يتطلع الشاب إلى الجنس الآخر، ويشكل عالم حواء بالنسبة له هواجس لا نهائية.
وقد استطاع إدوار الخراط أن يجسِّد هذه الهواجس من خلال سرد علاقاته ببنات حواء التي تفتحت عيناه عليهن في الإسكندرية، عن طريق الكلمة والنظرة والإيماءة والفعل. لذا اختار عنوان روايته "يا بنات الإسكندرية"، وكان في استطاعته أن يختصر من العنوان قليلا فيقول "بنات إسكندرية"، ولكن "يا" النداء هنا لها وظيفتها الأساسية، فهي من ناحية تعني الاستغاثة بعالم البنات الذي يردُّ المؤلف وهو يعيش فترة كهولته أو رجولته أو شيخوخته. والرواية بالفعل تحتفل بالبنات والسيدات من كل نوع: مسلمات ومسيحيات، ويهوديات، وطليانيات، وروميات، وأرمنيات، وجريج .. الخ. وهكذا كانت الإسكندرية خلال سنوات صبا السارد، وبعدها بقليل.
وقد استخدم السارد تقنيات روائية أو سردية كثيرة في هذه الرواية، من أهمها: الاتجاه زمنيا إلى الأمام، وهذه التقنية تأتي على عكس الرجوع إلى الوراء (فلاش باك)، والاتجاه إلى الأمام، لا يعني إلغاء الفلاش باك أو العودة إلى الوراء، وإنما التقنيتان موجودتان معا، فضلا عن استخدام العامية المصرية في أماكنها المناسبة تماما، وعلى لسان الشخصيات غير المتعلمة وغير المثقفة، وما دمنا في مجال اللغة، فإننا نستطيع القول إن لغة إدوار الخراط الفصحى في جميع أعماله تقريبا، لغة نقية، جذلة، يهتم بها اهتماما كبيرا، إنه لغة قوية حساسة، ترقى أحيانا إلى مستوى الشعر، ليس فيها استسهال ولا ضعف. إنه دارس جيد للغة العربية ومتذوق كبير لها. ومن هنا جاءت طيعة جميلة رائقة في أعماله الأدبية عموما.
هذه هي إسكندرية إدوار الخراط من خلال رائعته السيرية "يا بنات إسكندرية". إقرأ المزيد