تاريخ النشر: 01/05/2002
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:هل كان الموت انتحاراً ضرورياً لـ"حياة شرارة" لكي يرى أثر منها الحياة بعدها؟!! فكأنها في هذه الرواية "إذا الأيام أغسقت" قد كتبت وصيتها. هذه الوصية التي اشتملت على الجزء العملي من سيرتها الشخصية. وهو الجزء المعلن والأخير من حياتها. لقد أحدث موتها مع إحدى ابنتيها صدمة في الأوساط الثقافية ...العراقية.
كانت حياة شرارة تسعى إلى الانتصار على الألم عن طريق الكتابة وكانت الكتابة آخر خنادقها في مواجهة الموت الذي انتصر عليها أخيراً، بل وأقنعها بالذهاب إليه بقدميها طوعاً وكانت روايتها "إذا الأيام أغسقت" وصيتها إلى عالم يغرق في ظلامه. وعلى الرغم أنها استبدلت صوتها في الرواية بصوت رجل لكنها لم تستطع إخفاء لوعتها الشخصية.
ففي هذه الرواية وضعت حياة شرارة قارئها في خضم كل أنواع القهر والحرمان والإذلال التي عانت منها في الجزء العملي من حياتها كونها أستاذة جامعية. تروي شرارة ذلك من خلال سيرة حياة أستاذ جامعي بكل تفاصيلها المملة حتى لكأنها تريد أن تقول للقارئ: "أشعر بالممل الذي عشته" وأن ما تخلل حياة بطل الرواية من لحظات هلع وخوف وهزيمة وإذعان وهروب وهوان، جعل من تلك الحياة كابوساً ثقيلاً أفقد تلك الحياة الكثير من خاصيتها، الأمر الذي جعل الإفراط فيها نوعاً من الجنون. فهي غسق الحياة الحقة.
إن إنساناً خائفاً هو ظل إنسان أو شبحه أو بقاياه: "عليك أن تقرب أذنك من شفاهي لأنني اعتدت أن اتكلم بطريقة غريبة عليك، أن أتكلم همساً كي لا يسمعني أحد". إن هذا الإنسان المسكون بالرعب قدمته حياة شرارة ضحية لمشروع تدميري منظم تمّ في مكان ما في هذا العالم لا تحتاج الكاتبة التي تسميه لكي يتعرف عليه القارئ، ولكنها سمته، إمعاناً في تسوية رغبتها الأخيرة لذاتها التي سحقت. وبهذا السرد الصريح يكون للكاتبة شرارة حق الريادة في مجال الكتابة الروائية عن السنوات العصيبة التي عاشها العراق قبل (وأثناء) الحصار.نبذة الناشر:عنوان الرواية هذا هو، بحدّ ذاته، رمز لمكان كان مضيئاً ثم أخذ يدب فيه الظلام. المكان: جامعة في العراق، والظلام ينتشر في بلد الحضارات ويمتد إلى موقع تدريسها. والرواية: تكثيف حياتيّ لمعاناة أستاذ في حياته الجامعية، تعبيراً عمّا يجري في دنيا الثقافة المحاصرة من جميع الجهات. إقرأ المزيد