تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:"ولد في أعماقي، قاتل. جذور عنف تجتاحني، وفي ذراعي وساقي، حاجة إلى الضرب. في صدري وفي فمي، همهمة وحش ينقضّ، وفي رأسي، حلم التدمير، والسحق، أناء الليل وأطراف النهار. لقد بدأ كل شيء مبكراً جداً. ربما وأنا في السادسة من عمري. إن صورة العنف الأولى، الساذجة جداً، التي لا ...تزال تلاحقني مع ذلك هي صورة لبلابة وردية وبيضاء، ذات صباح كانت تشبه يد أختي الصغيرة التي كنت أقبلها باكياً، في مهدها، في العشية، حين ماتت. كانت اللبلابة تومىء إليّ. كانت تبتسم لي، بعذوبة مداعبة. وكنت أصيبها ببسمة، كما لليد لو عادت وانتفضت بالحياة. ومن غير شك لم أكن وحدي من ينظر إليها. فلقد تابع المعلم أنظارنا إذ كنا ننحني على سطر الدفتر لنكتب. اكتشف هناك اللبلابة، ذلك المغنطيس الذي كان يجتذبنا جميعاً، بعيداً عنه "إن التلاميذ لا يأتون إلى المدرسة لكي يحلموا!" وفتح النافذة بقوة شديدة حتى ارتج منها الزجاج. وانتزع اللبلابة... ومن العجيب، ولعلك لا تصدق ذلك. أن تبقى تلك، في نظري، صورة العنف الأولى، وأن تكون قد تغلغلت في أعماقي.
وأن آخذ آنذاك، في تدمير كل ما يفلت مني، كل ما هو ملغى غامض، الحياة. وخلال وقت طويل، حين كنت أبدأ بحب شخص ما، أو شيء ما، لم أكن أستطيع احتماله، كان ينبغي أن أنتزعه، أن أحطمه "تلك هي بديات قصة هذا الرجل الذي يسرد روجيه غارودي حكايته والتي هي حكاية مستقبل رجل أصبح قاتلاً بفعل قوة وتأتي من وراء ذاته، ونبياً من غير أن يريد ذلك وبين الاثنين. محاكمةهي نقيض "محاكمة" كافكا: فليس السؤال هنا من هو القاضي، بل من هو المتهم انه هو الذي يملك الحق في الاستجواب: "من أكون في اعتقادكم"؟ إن هناك بالتأكيد أجوبة ممكنة، وللقارئ اختيار جوابه. إقرأ المزيد