حاشية العطار على جمع الجوامع
تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:تأتي حاشية العطّار على كتاب "جامع الجوامع"، وهو مختصر في أصول الفقه، للعلّامة تاج الدين السبكي صاحب طبقات الشافعية الكبرى، وهو يشتمل على مقدمات، وسبعة كتب، تناول العلامة السبكي في المقدمات تعريف الأصول والفقه والحكم الشرعي وأقسامه والمسائل المتعلقة بكل ركن من أركانه: الحاكم، والمحكوم عليه، والمحكوم به.
وأما فيما ...يتعلق بالكتب السبعة، فقد تكلم المصنف في الأول منها عن القرآن الكريم، والمباحث المتعلقة به؛ كالألفاظ والمنطوق والمفهوم، والعام، والخاص، والجمل، والمبين، والناسخ والمنسوخ.
أما الكتاب الثاني، فقد تناولت فيه الكلام عن السنّة، وخصص الكتاب الثالث للكلام على الإجماع، والرابع اللكلام على القياس، ثم ذكر في الكتاب الخامس - الذي تمحور على الإستدلال - تناول فيه الحديث عن الأدلة التي ليست هي بنصٍّ ولا إجماع ولا قياس؛ كالإستقراء والإستصحاب، وقول الصحابي، والإستحسان، وغير ذلك من الأدلة المختلف فيها، ليذكر من ثم، في الكتاب السادس وجوه التعديل والترجيح بين الأدلة عند تعارضها ظاهراً، ذاكراً الأمور التي يحصل بها الترجيح عند التعارض.
وبعد ذكر الأدلة وكيفية الترجيح بينها، جاء ذلك مناسباً كي يتعرف لصفات المجتهد، حيث ذكر تعريف الإجتهاد وشروط المجتهد، مختتماً الكتاب بالكلام على المقلد: في الفروع ثم في الأصول، وليختم، من ثم، السبكي كتابه هذا "جمع الجوامع" بخاتمة تصوفية تفرد بها، حيث كان صوفياً، إذ أنه تكلم في غير موضع من كتبه، سيما في كتابه "الطبقات الكبرى" على فضل الصوفية وشدّ حبه لهم.
وأما منهج السبكي في "جمع الجوامع"، فقد ذكر شيئاً من منهجه في الكتاب فقال: "فعليك بحفظ عباراته لا سيما ما خالف فيها غيره، وإياك أن تبادر بإنكار شيء منه قبل التأمل والفكرة، أو تظن إمكان إختصاره، فربما ذكرنا الأدلة في بعض الأحايين، أما لكونها مقررة في مشاهير الكتب على وجه لا يبين، أو لغرابة، أو غير ذلك مما يستخرجه النظر المتين...
ويمكن الإشارة إلى بعض الأمور التي توضح منهج السبكي في "جمع الجوامع": 1-أنه عندما يضرب مثلاً فإن كان موجوداً في الكتاب أو السنّة أو كلام العرب أو جملة الشريعة أطلقه، وإن كان غير موجود أشار إليه بلفظ: كقولك، أو كما قيل، ونحوه، 2-عند الإشارة إلى خلاف ضعيف لا ينهض؛ فإنه يشير إليه بلفظ "لو"، فإن قوي الخلاف أو تحقق صرح به، وإلا اكتفى بهذه اللفظة، 3-لا يذكر الدليل غالباً إلا لفائدة كما صرح بذلك في ختام "جمع الجوامع"، حيث قال: "وربما ذكرنا الأدلة في بعض الأحايين، إما لكونها مقررة في مشاهير الكتب على وجه لا يبين، أو لغرابة ذلك؛ هذا وإن لهذا الكتب "جمع الجوامع" مزايا ما تميز بها وهي: 1-الإختصار الدقيق الجامع لأشتات مسائل هذا العلم، 2-دقة العبارة وجودة التصنيف، 3-بعده الخلاف والجدل المنطقي؛ حيث يصدّر المصنّف رأيه بقوله: فالمختار أو الحق أو الأصح، 4-جمع المصنف أغلب مسائل الأصول، كما أشار إلى ذلك في بداية "جمع الجوامع" أنه أورده من زهاء مائة مصنف.
وتجدر الإشارة إلى أهمية هذا الكتاب في كونه أحد خمسة كتب في أصول الفقه، وكلها متون، وقد عني بها الأصوليون وتعرضوا لها بالشرح والتحليل، ووضعوا لها حواشي، وتعليقات، حتى لا تكاد توجد مكتبة إسلامية تخلو من أحد هذه الكتب وهي: 1-الورقات لإمام الحرمين، 2-"مختصر ابن الحاجب"، 3-منهاج الوصول إلى علم الأصول "للإمام ناصر الدين البيضاوي"، 4-"منار الأنوار "لأبي البركات عبد الله بن أحمد الشهير بالنسفي، 5-"جمع الجوامع" وهو أحسنها على الإطلاق.
من هنا، تأتي أهمية هذه الحاشية "حاشية العطار" الشيخ حسن بن محمد بن محمود العطار على شرح الجلال المحلي لكتاب "جمع الجوامع" في أصول الفقه الشافعي للإمام تاج الدين السبكي، والإمام السبكي هو عبد الوهاب بن علي بن الكافي... بن تمام السبكي، أبو نصر، المعروف بابن السبكي، ولد في القاهرة سنة (727هـ)، ويعدّ أشهر أفراد الأسرة السبكية والتي ذاع صيتها في دولة المماليك، وكانت حياته ملأى بالإنتاج العلمي والعملي بالرغم من قصر عمره، فقد أجيز له الإفتاء في سن مبكرة، وتولى التدريس، وناظر، وصنف وتولى القضاء في الشام لفترات طويلة، قال عنه الحافظ ابن حجر "أمعن في طلب الحديث، كتب الأجزاء، والطباق مع ملازمة الإشتغال بالفقه والأصول والعربية حتى مهر وهو شاب" تولى تاج الدين السبكي مناصب عديدة من التدريس والقضاء، وترك مؤلفات عديدة في الفقه وأصول وفي العقيدة وغيرها من العلوم، توفي تاج الدين السبكي سنة (771هـ) شهيداً بالطاعون في دمشق، ودفن في سفح جبل قاسيون هناك.نبذة الناشر:كتاب في الفقه الشافعي يتناول شروحات وإضافات على شرح الجلال المحلي على جمع .الجوامع في أصول الفقه الشافعي وهو كتاب له منزلة كبيرة من كتب الفقه إقرأ المزيد