تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:في خضم هذه الصحوة الإسلامية كثرت البحوث والكتب والندوات حول آيات الله في آفاق الكون وفي الإنسان وما تحويه من إعجاز علمي. وتعددت المقاصد، فكان البعض يرمي إلى إظهار سبق القرآن إلى كثير من الحقائق العلمية التي اكتشفت مؤخراً عن الكون والإنسان، والبعض الآخر يهدف إلى ترقيق القلوب، وتجنيد ...الأفكار وتوجيه العواطف وجهة ربانية واحدة، لتصدر الأمة عن رأي واحد في تنظيم أمورها وحل مشكلاتها، ويرى البعض في هذه البحوث وسيلة ناجحة في اجتذاب قلوب المنصفين من العلماء والمفكرين إلى الدخول في الإسلام وحمل راية الكفاح الفكري والعلمي مع الأمة الإسلامية. ولكن المتتبع الدارس لهذه (الآيات) كما عرضت في القرآن الكريم، يجد أن الله الذي ميز الإنسان بالقدرة على الكتابة والتعلم وأمره أن يقرأ ويتعلم، جعل في آفاق الكون ووقائعه الكبرى (آيات) أي دلائل لو تأملها الإنسان، كما علمه القرآن لتوصل إلى الحق في مسألة الوحي والكون وجود الإنسان، وسبب وجوده والغاية من ذلك الوجود.
ولما كانت الحاجة إلى تحقيق هذه الأمور بأسلوب تربوي أصيل حاجة ملحة فإن من طموحات هذا البحث الذي نقلب صفحاته طرح رؤية تربوية، لأسلوب القرآن في عرض الآيات الكونية والتاريخية مع الإشارة إلى ما يقابل ذلك أو يشبهه من الأساليب التربوية القائمة، بقصد التقريب إلى الإفهام، لا بقصد المقارنة، وذلك في محاولة لجمع بين الأصالة الإسلامية، والرصانة المنهجية والإبداع.
في هذه الدراسة يجد الباحث كل مقومات الطريقة التربوية من أسس وأهداف واضحة وآلية تربوية-نفسية، وآثار عميقة في الوجدان والعقل والسلوك، وفي رقي الفرد ونهضة المجتمع، وحضارة الأمة الفكرية. قسم الباحث دراسة على سبع فصول تحدث فيها عن الموضوعات التالية: التربية بالآيات في أساليب التربية بالقرآن، بعض الأسس الجوهرية لأساليب التربية الإسلامية، المعنى اللغوي والقرآني والتربوي للتربية بالآيات، أهم أهداف الأسلوب التربوي، تصنيف النصوص الحاوية على التربية بالآيات، تصنيف الآيات بحسب الموضوعات، آيات الله في النفس البشرية.نبذة الناشر:يمثل هذا البحث حلقة أساسية من (التربية الإسلامية) باعتبار أنه يكشف النقاب عن أهم الأساليب التربوية، ويضع بين أيدي المربين مفتاحاً لعقول الناشئين وقلوبهم، وهم يدرسون القرآن الكريم، وعقيدة التوحيد، بدلاً من تلقينهم حقائق هاتين المادتين تلقيناً سطحياً، كما يلاحظ في الأسلوب التقليدي لتدريسهما. ولا يستغني عنه مدرسو العلوم الكونية والفيزيولوجية والفيزيائية، لربط حقائق هذه المواد، وموضوعاتها بأسبابها الأولى، ولموافقة الفطرة الإنسانية التي تدفع كل عقل بشريّ للتساؤل عن مُسبب الأسباب، ولاستكمال دورة التفكير الإنساني الذي يتساءل عما بعد الحياة، وعما وراء الطبيعة من مصير وكائنات وأحداث...
وكذلك للتوفيق بين معطيات العلوم الكونية والعقيدة الصحيحة، بأسلوب فكري سليم، موضوعيّ، منهجي، يصدر عن الفطرة السليمة، وينتهي بالإنسان إلى الاستمتاع باليقين، والوصول إلى الحقّ، بدلاً من التلجلج في متاهات الشك والقلق الفكري المدمّر. إقرأ المزيد