الثقافة العربية ؛ إسلامية أصولها وانتمائها
(0)    
المرتبة: 209,132
تاريخ النشر: 01/01/1982
الناشر: دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن من أعظم القضايا واضطرها في تاريخ الأمم قضية "الثقافة" من حيث أصالتها واحتفاظها بمقوماتها في مواجهة التحدي بغزو ثقافة أمة أخرى لها في ظل ظرف من ظروف الضعف أو التخلف التي قد تفرض فيه الأمة الغازية ثقافتها وسيطرتها الفكرية.
والأمة العربية قد وقعت تحت النفوذ الأجنبي قبل منتصف القرن ...ما قبل الماضي، ثم أخذت تتحرر من هذا النفوذ منذ منتصف القرن الماضي.
ومن هنا، فإن بقايا هذا النفوذ وآثاره ما تزال فاعلة إلى الآن، لا سيما وقد ترك الإستعمار جذوراً وقواعد ومؤسسات ما تزال تعمل متابعة له في محاولة لإستمرار نفوذه، بعد أن تخفى عن هدفه الأصيل، وتحول من الغزو العسكري والسياسي إلى الغزو الثقافي.
وإن في مرحلة ما بعد الإحتلال الأجنبي وإنحسار النفوذ الإستعماري، وفي مطلع مراحل التحرر الثقافي والإستغلال الفكري من نفوذ الإستعمار المنسحب، فإذا عرفنا أن الأمة العربية ما زالت تواجه، بالرغم من تحررها السياسي خطراً إستعمارياً جاثماً هو الصهيونية وإسرائيل وإحتلال فلسطين والقدس، كان من الأهمية بمكان أن تظل على يقظة كاملة، وهي في مرحلة المواجهة والمقاومة، لما تروجه الدعايات المفرضة وما تكتبه الأقلام المسمومة، مما يدخل تحت اسم "الحرب النفسية" التي أعلنها العدو، والتي ما زالت معلنة على الأمة العربية بعد النكسة في محاولة لتشكيكها في مقدرتها على الصمود ضد هذا الخطر الذي تواجهه الأمة العربية ممثلاً في الإستعمار الثقافي والحرب النفسية جميعاً.
من هنا، يمكن القول بأن حاجة الأمة العربية الكبرى في مجال الفكر والثقافة هو إستكشاف ذاتها وسبر شخصيتها، وتصحيح مفاهيم قيمها، وإعادة النظر في المصطلحات والكلمات في ضوء الحقائق التي كشفت عنها السنوات الأخيرة، والوثائق التي رفع عنها الستار، والتي تدعو العرب والمسلمين إلى التعرف على أبعاد حملة الغزو والتعذيب والحرب النفسية التي تشنها القوى الإستعمارية والصهيونية من أجل القضاء على ذاتية العرب والمسلمين، ومقومات فكرهم المستمدة من الفكر العربي الإسلامي.
إن الوثائق الكثيرة التي ظهرت (وخاصة ما كشفت عنه بروتوكولات صهيون، وموقفها من الثقافات والنظريات الفكرية والإجتماعية المطروحة) كل هذا قد أوضح مدى خطورة المخطط التي يحاول الأعداء إغراق العرب والمسلمين فيه رغبة في تدمير كيانهم، وتحطيم معنوياتهم وشخصيتهم حتى لا يستطيعوا مواجهة حركة الغزو التي تنشب أظفارها بقوة في فلسطين، وتتخذها رأس جسر إلى محنة كبرى للأمة العربية والعالم الإسلامي.
من هذا المنطلق، يأتي هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله تصحيح القيم والمصطلحات وتحريرها من الزيف الخطير الذي يراد صبغها به حتى يتحقق هدف الإستعمار والصهيونية من داخل الفكر الإسلامي والثقافة العربية.
وقد عالج المؤلف مواضيع هامة جاءت على النحو التالي: 1-مقومات الثقافة العربية بما يتضمن الثقافة العربية في مواجهة الثقافة الغربية، أسس ومقومات الثقافة العربية، معالم الثقافة العربية وخصائصها ومعطياتها، 2-الثقافة العربية والثقافة الغربية بما يتضمن: وجوه التباين والإختلاف بين الثقافتين، أصول الثقافة الغربية ومصادرها، الإسلام ومنهجياته وعلمائه، المنحنى الخطر في الثقافة الغربية، أثر الصهيونية في الفكر الغربي، التحديات في وجه الثقافة العربية، موقف الثقافة العربية من الحضارة والفكر الغربي.
وأخيراً، الخاتمة التي تحدث فيها عن قيم الفكر الإسلامي التي شكلت وتشكل أساساً في بناء الثقافة العربية في عصرنا الحاضر. إقرأ المزيد