آفاق جديدة للدعوة الإسلامية في عالم الغرب
تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:منذ نشأة الإسلام وهو يواجه حملات يشنها عليه أعداؤه بهدف القضاء عليه، وتشويه حقيقته وإثارة الشكوك والشبهات حوله. غير أن الإسلام تمكّن من مواجهة تلك الهجمات التي استهدفته من داخل حدود العالم الإسلامي وخارجه والتي حملت معها ملامح التحديات الفكرية حيث اصطنعت تلك الحملات وسائل ضخمة متمثلة في الكتّاب ...المتعصبين من المستشرقين وإرساليات التبشير وزوار العالم الإسلامي. وقد هدفت هذه الوسائل جميعها إلى تأكيد سيطرة الغرب على العالم الإسلامي، والقضاء على المد الإسلامي.
ولعل هذا ما يسعى إليه هذا الكتاب إلى الكشف عنه لإيقاظ الفكر الإسلامي ومواجهة الخطر المحدق بالإسلام. إن لهذه التحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين جذوراً عميقة، تطال جميع الميادين وفق خطة مرسومة سلفاً بقصد زلزلة قناعة الرأي العام العالمي بحقيقة الفكر الإسلامي ومفاهيمه. غير أن هناك تياراً فكرياً جديداً قد نشأ في الغرب بدأ ينمو شيئاً فشيئاً وهو يحاول أن يفكر خارج نطاق العقائد والفلسفات المهيمنة على الفكر الغربي، وهو يجمع إليه عشرات الكتاب والفلاسفة والمؤرخين والباحثين، تمكّن الإسلام من جعلهم يقفون على حقيقة. وقد أجمعوا على أن الإسلام دين عالمي إنساني لا شك فيه وأن الإنسانية في أشد الحاجة إليه لحل مشاكلها. ولا شك أن هذه القناعات التي ترسخت لدى أصحاب هذا التيار مردها إلى الاتصال الذي تم بين هؤلاء الباحثين وبين حقيقة الفكر الإسلامي، عن طريق وضوح الحقيقة التي حاول الغرب حجبها كما جاء عن طريق تطلعات فردية لبعض من المفكرين الذين استهدفوا دراسة الأديان والثقافات الإنسانية للبحث عن الحقيقة المجردة. ولقد تمكن الإسلام بالفعل من أن يوضح حقيقته وأن يلفت الأنظار إليه على أنه عقيدة تقدمية إيجابية حية قادرة على الالتقاء بالثقافات والحضارات المختلفة، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام الدعوة الإسلامية في عالم الغرب.
إن مؤلف الكتاب وهو يعرض لكل ذلك بالتفصيل إنما يسعى إلى تأكيد أن الإسلام ما زال إلى اليوم يشق طريقه إلى العقل الإنساني والنفس الإنسانية. وقد قدّم لبحثه بمقدمة شاملة بحث فيها التحديات التي تواجه الإسلام، والمظاهر التي تتخذها هذه التحديات، ثم ينتقل ليبين مصادر التشريع الإسلامي وأصوله، وعلاقة الإسلام بالأديان الأخرى، قبل أن يبحث في أبواب الكتاب الثمانية جوهر الإسلام وحقيقته. إقرأ المزيد