نجيب محفوظ والقصة القصيرة
(0)    
المرتبة: 134,330
تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يقدم هذا البحث الذي بين يدينا والذي هو عبارة عن رسالة ماجستير قدمتها "ايفلين يارد" في جامعة القديس يوسف على دراسة بعض القضايا التي عالجها محفوظ في قصصه القصيرة، كقضية الفقر التي عالجتها باختياره صوراً من المجتمع. جسد من خلالها صراع فئة الشعب الفقيرة من أجل الحصول على وظيفة، ...تصل بها إلى مستوى معيشي أفضل. موضحاً الصراع الطبقي الذي لعبته الوصايات الوصولية والزواج من فتيات الأسر الكبيرة، في رفع الكثيرين إلى الوظائف العالية بغير كفاءة.
ودار قلم محفوظ حول قضية المرأة، و الدور الذي لعبته في قصصه متناولاً المرأة الأم والزوجة الوفية، ربة المنزل التي ضحت من أجل أولادها. والأم العاملة المتحررة المثقفة، التي تشارك زوجها تبعات الحياة داخل البيت وخارجه. والمرأة العمة العانس، الأرملة الثرية التي يسعى الرجل للزواج منها طمعاً بثروتها، والمرأة المستهينة بالعادات والتقاليد السائدة في مجتمعها، الخادمة، والمفكرة المعجبة بالمبادئ الوجودية والإلحادية. والمرأة الخائنة، والمومس التي استخدمها محفوظ كي يوضح فساد عينه من المجتمع المصري.
وتناول البحث أيضاً دراسة قضية الحرية، والعدالة الاجتماعية والثورة على الاستبداد، من خلال أحاديث تاريخية عاد بها محفوظ إلى الجو الفرعوني، موضحاً من خلالها وعي الشعر المصري لقضيته، باعتبارها مسألة جوهرية، ومن واجب النظام الجديد أن يواجهها، والتقت بقضية الحرية، والعدل الضائع، في قصص محفوظ غير التاريخية، والتي وضع فيها موقف بعض المسؤولين السلبي، تجاه بعض الأمور، إضافة إلى بعض المواقف الإيجابية التي لمستها في شخوص بعض قصصه.
وتعرض البحث أيضاً لقصية الموت، فقد تطلع نجيب محفوظ إلى مأساة الواقع الإنساني بالنسبة للوجود والمصير النهائي. كما ولم يفت البحث تناول دور العلم والدين. إذ اتضح العلم الإيجابي في بعض قصص محفوظ، وقد كان حريصاً في الحديث عنه، كما أنه لم ينكر دور الدين الذي كان يسير مع العلم في خطين متقابلين، رغم ما حصل بينهما من مشادة كلامية... إذ لا غنى لأحدهما عن الآخر، فهما يكملان بعضهما بعضاً.
أما القضية الأخيرة فدارت حول الهزيمة ونكسة حزيران والاحتمالات التي كان لها أثرها. واتضح من خلالها أسباب الهزيمة ورسم الجو الخانق، الذي كان كاتماً على الأنفاس لئلا يذاع سر الحكاية وتعرف الحقيقة. فيصبح مصير هؤلاء كمصير من سبقوهم. كما بين أثر الهزيمة على الإنسان إذ تركته شبه محطم, وأنها كانت أكثر من توقعاته. وصور لنا عجز الإنسان المهزوم. والظلال الذي يعيشه أبطال قصصه وشخوصه.
وبعد ذلك تناول البحث الحديث عن السرد والحدث والحبكة: فتحدث عن السرد الذاتي وطريقة المذكرات والرسائل، والسرد المباشر أو الطريقة الملحمية، ودور كل منها في قصص محفوظ. كما ولم يفته الحديث عن الوصف ودوره في هذه القصص ووجهة النظر التقنية الجديدة في تناول الحدث، حيث تروي أحداثاً لأكثر من وجهة نظر. وتعرض لأسلوب الفلاش باك، أو الاسترجاع، والمونولوج الداخل. واستخدام الأحلام، وكيفية تناول محفوظ لها. وتحدث عن نهايات الأحداث والتحرر من أغلال الحبكة في بعض قصص نجيب محفوظ.
وانتقل إلى الحوار ولغة السرد والحوار، ووظيفة كل منهما في قصص الكاتب. ولم ينسى البحث المكان والزمان ودورهما في قصص محفوظ، وعلاقتهما ببعضهما، فتناول المقاهي، الفنادق الملاهي والشقق، الخمارة، إدارة السكرتارية، المسجد، البيت، الحارة، الخلاء، والمكان في (تحت المظلة) بشكل خاص. وانتقل إلى الحديث عن الزمان وأثره على شخوص القصة، وعلاقته بالمكان، من حيث الزمن التاريخي، والزمن القصصي التقليدي، والزمن الحر والوحدة الزمنية الملغاة، والزمن المدمر، والزمن ما بين أكتوبر وديسمبر 1967. وكان منهج هذا البحث المنهج التحليلي الذي تطلب الوقوف عند كل صغيرة وكبيرة. إقرأ المزيد