تجربة نميري الإسلامية في السودان
(0)    
المرتبة: 206,830
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الجليل للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تعد تجربة حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري مثيرة للجدل، خاصة تجربته الإسلامية، والتي كانت انقلاباً فجائياً على تجربة ذهب فيها مذهب الغرب الليبرالي، واتبع خطاه حذو النعل بالنعل، حتى وإن أدت تلكم الخطى إلى تأييد السلم مع إسرائيل. ورغم أن ذلك المذهب لم مبتداه ولونه، فالمعروف أن الحكم المايوي ...قد بدأ ماركسياً واضح الملامح، ثم انتهى ذلك النظام، وقد بدأ لتوه في خلع اللبوس الإسلامي الذي تزيا به، وهو يحتضر ويكتب خواتيم فترة من أطول فترات الحكم الوطني بعد الاستقلال، وأكثرها خصوصية، وغني بالأحداث التي سيختلف حولها المؤرخون بلا شك، وربما يرجع ذلك الاختلاف لشخص النميري نفسه إذ أنه الوحيد القاسم المشترك في كل الأحداث التي تقلبت فيها تجربة مايو (أيار) لم يشاركه فيها أحد قط، وقد حاولت كل نخبة من النخب المتباينة تلوين النظام بلونها العقائدي فأفلحت، وربما أخفقت ولكن الذي لا شك فيه هي أن رأس الحكم قد أفلح إلى حد ما في ترسيخ شرعيته بها، ومن ثم في استمراره حاكماً لفترة تساوي نصف فترات الحكم الوطني. الدكتور عبد اللطيف البوني أستاذ العلوم السياسية والذي نال درجة الدكتوراه عن فترة مايو (أيار)، يحاول في هذا الكتاب أن يؤرخ بوجهة نظر خاصة يرى فيها أن النميري لم يكن بالطيش الذي صوره به البعض، تاركاً سفينته تلعب بها رياح الطوائف كيف شاءت، وترسو بها إلى أي بر أرادت، ولكنه عرف أن الدين هو عامل الاستجابة في النفس السودانية، ومحرك التغيير داخل المجتمع السوداني، فأمسك بطرف منه كعصا المايسترو يحركها وفق مشيئته فتتحرك نخبته عزفاً وتنغيماً، وينفعل جمهوره رقصاً وتطريباً، لا يهم النخبة ولا الجماهير إن كان هذا المايسترو صادقاً في تأدبة دوره، أم هو كالعازف الذي يعزف نشيداً وطنياً لبلد لا يعرف عنه شيئاً البته، تأدية لواجب، مرسوم له م خلال النوتة الموسيقية الصماء. وإذا لم يكن النميري من الغفلة التي تجعله أداة للكل فهل هو من الذكاء الذي يحمل الكل أداة له؟ يقدم الدكتور البوني بعض الإجابات التي تصيب وتخطئ، ينبئك جانب الصواب فيها، عن خبير أنفق سنين عدة يدرس ويمحص ويسائل بإلحاح، وتنبهك الأخطاء عن الأكاديمي المجتهد الذي حصد كماً من المعلومات الوفيرة، وما زال بعضها طيّ صدور حية شاركت، وما زلنا ننتظر منها قولاً يشفي الغليل، ويصوب اجتهادات الباحث. وحسبه فضلاً أنه فج الصمت الذي أعقب الانتفاضة الرحبية. إقرأ المزيد