أسرار خزانة المكتبة التراثية
(0)    
المرتبة: 110,731
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:جمع الإمام السيوطي حوالي مائتين وثلاثين نصاً من الشعر في كتابه "الإزدهار فيما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار" الذي استفاد فيه شعراء عديدون من الأحاديث الشريفة، ومن أقوال العلماء ووصايا الحكماء، إقتباساً أو تضميناً.
وتظهر فيها فنون البديع، التي تمدُّ الباحثين بعدد وافر من الشواهد في بابي الإقتباس والتضمين، ...ومن ذلك قول الحافظ زين الدين العراقي: إن كنتَ لا ترحمُ المسكين إنْ عَدِما، ولا الفقيرَ إذا يشكو لك العَدَما، فكيف ترجو من الرحمنِ رحمتَه، وإنما يرحمُ الرحمنُ مَنْ رَحِما.
ويعتبر كتاب "إشتقاق الأسماء" للأصمعي احدَ كتب ثلاثاً وُضعت لأول مرة لمعالجة الإشتقاق في اللغة العربية، والكتابان الآخران مفقودان، وهما لقطرب وللأخفش الأوسط.
والإمام الشاطبي من أئمة المالكية، وهو صاحب كتب مشهورة، وله كتاب نادر في هذا المقام، عنوانه: "الإفادات والإنشادات"، احتوى على طُرف وتُحف ومُلح أدبية وإنشادات، وقصد بذلك "تشويق المتفنن في المعقول والمنقول، ومحاضرة المستزيد من نتائج القرائح والعقول.
وابن ظافر الأزدي وزير مصري، من الشعراء الأدباء المؤرخين في القرن السادس الهجري، له كتاب "بدائع البدائه" الذي جمع فيه حكايات منثورة مما يوافق عنوان الكتاب، وأضاف إليه ما وقع في مجالسه من مطارحات ومساجلات وحكايات، وما دار بينه وبين شعراء عصره وأدبائه... وقد انتثر بين أخباره ألفاظ فاحشة مستهجنة، مما يأباه الطبع المهذَّب، وتنفر عنه النفس الشريفة، وقد أبعدناها من هذه المختارات، خلوصاً إلى الأدب الإسلامي.
و"المحبي" مؤرِّخ، قاضٍ، لغوي، ذَكر أن له كتاباً عجيباً عنوانه: "جَنَى الجنتين في تمييز نوعي المثنَّيَيْن"، حيث يبحث في نوعي المثنى الجاريين على الحقيقة والتغليب، وإن كانا في الأكثر يعدَّان من المتباينين.
وكتاب "حديقة الأفراح لإزالة الأتراح" هو للأديب اليمني أحمد بن محمد الشرواني، ذكر أنه جمع فيه نوادر النكات والظرائف، ونثر فيه من اللطائف ما أزرت أنواره بأنوار الربيع...
واللغوي البارع أحمد بن فارس كان كثير المناظرة في الفقه، وإذا وجد فقيهاً أو متكلماً أو نحوياً، كان يأمر أصحابه بسؤالهم إياه في مسائل من جنس العلم الذي يتعاطاه، فإن وجده بارعاً جدلاً جرَّه في المجادلة إلى اللغة، فيغلبه بها!.
وابن الجوزي بحر في العلوم والمعارف، مكثر من التصنيف، ومن بين كتبه الغربية النادرة هذا الذي سماه "صيد الخاطر" الذي حاول فيه أن "يصيد" الخواطر التي لا تفتأ تجتال في فكره، ولكنها تهربُ منه سريعاً.
والرقَّام البصري كان من أصحاب ابن دريد القيِّمين بالعلم والفهم، وكان يكثر الأخذ عنه، وهو من اللغويين البصريين، ومن رواة الأخبار والأشعار، له كتاب بعنوان: "العفود والإعتذار".
وعودة أخرى إلى الإمام السيوطي في كتاب آخر منسوب إليه بعنوان "فاكهة الصيف وأنيس الضيف"، الذي تضمَّن عشرين فصلاً، حافلة بفنون شتى من العلم والمعرفة، عن الحكمة والبلاغة، وعجائب الإتفاقات، والأجوبة المسكتة، والعشق، والنساء ومكرهن، والصبر، والفوائد والعجائب، ومتفرقات تضمُّ حكايات ونوادر وأشعاراً، مما يجعله حديقة للأدب، ومكتبة في كتاب!...
ولنا أيضاً عودة إلى فارس اللغة أحمد بن فارس، مع كتاب آخر نادر له هو: "فتيا فقيه العرب"، ويعني به الإمام مالك بن أنس رحمه الله، الذي صار يناصر مذهبه بعد أن كان شافعياً مثل أبيه، وسبب هذا التحول هو أن "الري" لم يكن فيها مالكية، على كثرة ما فيها من مذاهب، قال: "فدخلتني الحمية لهذا الإمام - المقبول على جميع الألسنة - أن يخلو مثل هذا البلد عن مذهبه، فعمرتُ مشهد الإنتساب إليه حتى يكمل لهذا البلد فخرُه"!...
وأبو هلال العسكري عالم بالأدب، وله شعر، نسبتُه إلى "عسكر مُكْرم" من كور الأهواز، وقد سبق أن عرضنا كتابه "المعجم في بقية الأشياء" في الكتاب الأول من هذه السلسلة، وله هنا "فضل العطاء على العسر" يعني كرم المرء على الرغم من عسره وحاجته إلى ما أعطى، فهو يُعطي وبه "خصاصة"، وهذه فضيلة من فضائل المسلمين لا يكاد يضارعهم فيها غيرُهم من أمم الأرض، والكتاب سفر من أسفار الأدب الإسلامي.
وكتاب "الفوائد" للعلامة ابن قيم الجوزية يحتوي على فوائد غزيرة، ونكت علمية نادرة، فيها غوصٌ في معاني الحقائق، وإيضاح لحكمة الشريعة في موضوعات متعددة، أهمها القرآن الكريم والفقه الإسلامي، مع التركيز على بيان أدقِّ تفاصيلها التي تخفى على أكثر الناس، وربطها بإستشراق القلب وإستشراف النفس.
وللقاضي التنوخي الكبير حفيدٌ يُعرف أيضاً بالقاضي التنوخي، وهو قاضٍ من علماء المعتزلة، تقلد القضاء في عدة نواح، وكان ظريفاً نبيلاً جيد النادرة، له كتاب نادر بعنوان: "الطائف الأخبار وتذكرة أولي الأبصار"، جمع فيه مائة خبر، تحوي أخباراً تاريخية وأدبية ونقدية، وطرائف ونوادر عن الشعراء والكرماء والبخلاء؛ يقول هو في مقدمته: "هذا مجموع ظريف، حوى من كل معنى لطيف، جمعته تذكرةً لأولي الألباب، ووسيلة إلى الفوز - عند المآب - جمعتُ فيه مائة خبر من الأخبار المسندة الصحيحة".
والقاضي الجرجاني كان قاضي البصرة وشيخ الشافعية بها في عصره، ويَذْكر أن كتابه "المنتخب من كنايات الأدباء وإرشادات البلغاء" نوع مبتكر من التصانيف، قال: "لم أُسبق إليها، ولم أُزاحم من قبلي عليها، وهي عذراء بكر، لم يفترعها فكر"! ففيها "الكتابات الفائقة، والإشارات الرائقة، والنوادر البديعة، والرموز المليحة، والمعاني المبتكرة، والنكت المحررة، والألفاظ المحيِّرة، وعلى ما يليق بها من الحكايات الأنيقة، واِلأشعار الحسنة الرقيقة... إلخ".
وقد لا يعرف القارئ أن ابن منظور - صاحب لسان العرب - كان مغرماً بإختصار كتب الأدب المطولة، حتى قال الصفدي: لا أعرف في كتب الأدب شيئاً إلا وقد اختصره! وأشهر كتبه "لسان العرب" الذي جمع فيه أمهات كتب اللغة، فكاد يُغني عنها جميعاً!.
ومما اختصره هنا كتاب سماه "المنتخب والمختار في النوادر والأشعار"، الذي اختصره من "التذكرة الحمدونية" لابن حمدون البغدادي، الذي جمع فيه "نتائج الأفكار، وطُرف الأخبار والآثار، ونظم فيه فريد النثر ودُرَره، وضمِّنه مختار الشعر ومحبِّره... إلخ".
كان ما سبق تعريفاً بالكتب النادرة المسرودة في الباب الأول من هذا الكتاب، وتأتيك في الباب الآخر مختارات أخرى من لطائف الأخبار والحكم والحكايات النادرة في مجموعة أخرى من الكتب، التي لا يبدو من بعض عناوينها أنها نادرة، أو أن العنوان وإن بدا نادراً لكنه لم يحتوِ سوى على أخبار أو حكايات نادرة قليلة، اختار منها الباحث مقتطفات على النهج السابق من الخبر النادر المفيد... هي ذات العناوين التالية: 1-آداب وحِكَم وأخبار وآثار وفِقَر وأشعار منتخبة، لياقوت المستعصمي، 2-استنشاق نسيم الأُنس من نفحات رياض القدس، لابن رجب الحنبلي، 3-التِّبر المسبوك في نصائح الملوك، لحجة الإسلام محمد الغزالي، 4-جمال الخواطر في الأدب والنوادر، للسمِّان الحموي، 5-جَنى الجناس، للسيوطي، 6-دفع الملامة في إستخراج أحكام العمامة، لابن المبرد، 7-الروض الريَّان في أسئلة القرآن، لابن ريِّان، 8-روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، لأبي حاتم محمد بن حيان، 9-سلوة الغريب وأسوة الأريب، لابن معصوم المدني، 10-المُعرب عن بعض جائب المغرب، لأبي حامد الغرناطي. إقرأ المزيد