معارك دون كيشوت بين الحبر والورق
(0)    
المرتبة: 150,264
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار أخبار البلد
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:رأيته بعين المستقبل يدخل بيت المقدس، ويمشي في دروب " عمر " ويصلي في المسجد الأقصى،ويقف عمد قبور " الملك والسلاطين "...سلاطين الحروب الصليبية، هناك ويقول للدنيا... وللعرب... وللتاريخ ، يابيت المقدس... نحن هنا! رأيته يثأر لنا من غزاتنا... وينتصر لدمائنا من قتلتنا، ويحرر أرضنا من مستعمريها، ويربط الأمس ...بالغد، ويعيد الوحدة الكبرى، ويقف عند القلعة حيث وقف ذات يوم الجنرال اللنبي ويقول له: لا... بل هذا اليوم فقط، إنتهت الحروب الصليبية، رأيته من خلال كلمات خطابه في " المنصورة " ينبش صفحات التاريخ ويختار لأمته أنصعها وأتقاها وأخلدها، ويحذف من تاريخنا مائة عام دنست أرضنا فيها فعال الصليبيين... ويطهر رمالنا من كفر المستعمرين، ويرضي روح النبي العظيم، ويريح نفس صلاح الدين...رأيته يستعيد القدس... بلدي يا أعز الناس، ويعيد ولدي إلى بلدته، وبقية دمي إلى تربته، فيلتقي الجزء بالكل، ويتصل القلب بأهله، وصوته... صوت جمال يدوي على تلال القدس السبعة المضيئة، عبارة وردت اليوم في خطاب المنصورة تقول: " عزمنا إرادتنا، وعبأنا أنفسنا لنقضي على الخيانة، ونسترد الأرض المقدسة... " وسنستردها يا حبيب القدس وعزها وإذا لم تستردها أنت فلن يستردها سواك، أنت تحبها بإيمانك وتناديها بقلبك، وتعاهد الله من أجلها، من أجل حريتها، بجيشك وعزيمتك...ووغيرك،سامح الله غيرك، يراقب إحتضارها، ويرقب ذلها، ويتركها للغزاة، ويسمع إسمها قد أصبح ... أورشليم!. رأيته... رأيت جمال عبد الناصر في يوم ذكرى معركة النصر على الصليبيين، عبر الأثير القادم من المنصورة، يجدد العهد، ويؤكد العزم، ويتحدى العدو من قناة السويس... هي مقتطفات من مقالة لناصر الدين النشاشيبي على صفحات جريدة الجمهورية من العام 1960 والعدد ( 2331 ). إن تلك المقالة تعكس الواقع العام الذي كان يعيش فيه العرب بصورة عامة، والفلسطين على وجه الخصوص. واقع يمتزج فيه الأمل باليأس، والعزة بالإنكسار، والنصر بالإنهزام، ولم يتغير ذاك الواقع سوى أن شخص المنقذ غاب عن شاشة العالم العربي. ومهما يكن من أمر فإن مقالات الصحفي ناصر الدين النشاشيبي الذي برز في تلك الفترة والتي يضمها هذا الكتاب تتفاوت في مواضيعها وفي أهدافها، إلا أنها ذات سمات حددها هو في المقدمة فهو وفي مقالاته كان يكتب للتاريخ...وحده، مستلهماً في كتاباته رضى ربه وضميره. ورغم الإنتقادات الموجهة له في السر والعلن وحتى على صفحات الجرائد... ورغم ذلك، فإن القافلة ما زالت تسير وستبقى تسير، وكما يقول، فإن " دون كشوت " يتصور المعارك، ويتخيل الأبطال...أما هو فهو ذاك المقامر... الذي عاش المعارك كلها...إلا أن الفرق بينه دون كيشوت أنه لم يكن كل خصومه، ولا كل أعدائه، من ...الأبطال! إقرأ المزيد