تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار النفائس
نبذة نيل وفرات:الفقه المعاملات طبيعة خاصة، ولذلك فهو يختلف عن فقه العبادات في أن الأصل في العبادات الحظر، إلا ما ورد الشرع بمشروعيته، بينما الأصل في فقه المعاملات الإباحة إلا ما ورد الشرح بتحريمه، وفي أن الفتوى في فقه العبادات تبنى على الأحواط، بينما هي في فقه المعاملات تبنى على الأيسر، ...وفي أن فقه العبادات غير معقول المعنى في الجملة، بينما فقه المعاملات مبنى كله على علل عقلية.
ومن هنا كانت النصوص الشرعية من قرآن وسنة في فقه العبادات كثرة، بينما هي في فقه المعاملات قليلة، وكان من المتعذر تأصيل فقه العبادات تأصيلاً عقلياً بحتاً، بينما يمكن تأصيل عقلياً بحتاً، وكان فقه العبادات فقهاً غير متطور، بينما كان فقه المعاملات قابلاً للتطور.
لقد كان كل هذا في اعتبار "محمد رواس قلعجي" وهو يضع مذكراته هذه في فقه المعاملات وكان في اعتباره أيضاً أ، مهمة الأستاذ الجامعي تعليم الطالب كيف يفكر وكيف يبحث ومهمة أستاذ الفقه في الجامعة تنمية ملكة التفكير الفقهي السليم عند الطالب، لا تحفيظه أحكاماً لا يلبث أن ينساها بعد شهور إن لم يتولاها بالعناية والاستذكار، ولذلك فإنه وضع هذه المذكرات بشكل يساعد الطالب على تنمية ملكة التفكير الفقهي لديه، مراعياً في وضعها المنطق العلمي، ما تمكن محصياً جميع الاحتمالات في القضية الواحدة ليصار إلى ترجيح أحدها، ومفرعاً الفروع عن الأسس أو الأصول التي انبثقت عنها، جاعلاً ذلك على شكل أشجار، ليسهل على الطالب التصور الكلي للبحث ولم يقتصر على مذهب واحد، بل بسط المذاهب السنية الأربعة التي هي أكثر المذاهب اتباعاً، لتكون دائرة الفكر والمناقشة أوسع ويكون تكوين التفكير الفقهي لدى الطالب أقوى. إقرأ المزيد