ميثاق 1943 لماذا كان؟ وهل سقط؟
(0)    
المرتبة: 196,408
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار النهار للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ليس مستغرباً أن تتباين قراءات اللبنانيين وتفسيراتهم وآراؤهم الميثاق الوطني. لا بل يكون الاستغراب فيما لو تم تتعدد الآراء وتختلف. ذلك أن الميثاق الوطني، شأنه شأن المسائل الأخرى الشائكة في لبنان، يشكل مادة خصبة للنقاش والجدل في المضمون كما في التطبيق، أي في ما وراء المضمون من نوايا وأهداف ...تتغير مع تغير الأوضاع والظروف، الداخلية والخارجية. لعل ما يميز الميثاق الوطني عن سواه من المسائل المتداولة في السياسة اللبنانية كونه ارتبط بالمرحلة الاستقلالية. فلا ميثاق 1943 كان ممكناً بدون الاستقلال ولا الاستقلال كان قد تحقق من غير وفاق داخلي ركيزته الميثاق. العلاقة الجدلية هذه رافقت حركة السياسة اللبنانية ببعديها، الداخلي والخارجي، منذ الأربعينات إلى اليوم. دراسات عديدة تناولت الميثاق الوطني، إلا أنها حاولت إبراز قراءة معينة لتلك "الوثيقة" غير المكتوبة.
ولقد تباينت تفسيرات الميثاق مع تقلبات السياسة اللبنانية. فكان الميثاق يستهجن وقت الأزمات ويقال له المديح غالباً في أوقات الاستقرار والازدهار. ففي حين رأى فيه البعض رمزاً للحمة الوطنية، اعتبره البعض الآخر تجسيداً لفلسفة التعايش الطائفي وتكريساً لقومية لبنانية، لا تقبل فوق كيانها السياسي كياناً آخر. وإلى هذا وذاك رأى فيه فريق ثالث معادلة رأسمالية وطائفية غايتها خدمة مصالح شرائح معينة من المجتمع اللبناني على حساب اللبنانيين الآخرين. غير أن الميثاق الوطني لم يندرج في الحقيقة وبشكل حصري تحت أي من تلك التفسيرات.
لقد كان أساساً، تسوية أو اتفاقاً فأخرج إلى النور في وقت مناسب وقد سهل الوصول إليه تطورات توافق حدوثها في آن معاً داخل لبنان في نظامه الإقليمي. إن ميثاق 1943 هو بمثابة النظرة اللبنانية الخاصة المفهوم سياسته الواقعية (Real Politik) ذلك أنه شكل أقرب نقاط الالتقاء والتلاقي بين القادة الاستقلاليين. ومن خلال هذا الكتاب يقوم باسم الجسر سجلاً كرونولوجياً شاملاً ودراسة تحليلية لقصة الميثاق في المبدأ والتطبيق. وهذه ميزة الكتاب الأولى. وميزته الأخرى انه يضع أمام القارئ عرضاً مفصلاً لتفسيرات الميثاق المتباينة ولمواقف السياسيين والأحزاب والقوى السياسية الأخرى من الميثاق ومفاهيمه، ومن مواقع متضاربة في الحكم والمعارضة خصوصاً خلال المرحلة التي سبقت مباشرة اندلاع الحرب وخلال سنواتها الأولى. أما الميزة الأهم فهي ابتعاد المؤلف عن المواقف الجامدة، السياسية والأيديولوجية، وعدم إصداره الأحكام المسبقة، محافظاً بالتالي على المسافة الموضوعية الفاصلة بين رأيه وآراء الآخرين.نبذة الناشر:لعل كتاب باسم الجسر يتوازن طرحه لموضوع البحث، ودقته، وشموله، يعتبر أصدق تعبير عن الحالية الميثاقية-الوطنية المراد تعميمها بين اللبنانيين. يقدّم المؤلف عرضاً مفصّلاً للوقائع والتطوّرات التي رافقت ولادة ميثاق 1943 خلال سنوات الانتداب، ومن ثم يلقي الضوء على معاني الميثاق وطريقة تطبيقه في السياسة الداخلية والخارجية منذ الاستقلال حتى اندلاع الحرب في منتصف السبعينات.
يكتب باسم الجسر في ميثاق 1943 من موقع الباحث المجرِّب في الكتابة السياسية، ومن موقع المعرفة الواسعة والخبرة الطويلة في العمل السياسي في الشأنين المحلّي والوطني. ولقد عايش تقلّبات السياسة اللبنانية في حلوها ومرّها، سلمها وحربها. إقرأ المزيد