الكندي من فلاسفة المشرق والإسلام في العصور الوسطى
(0)    
المرتبة: 51,211
تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:شاءت الحكمة الإلهية أن يكون إنشاء الحضارة منوطاً باجتهاد الإنسان حيث يشيدها بفكره ووجدانه ويسعد بها في حياته ولا يحقق هذا الإنسان عاقل طلعة، وفكرة حر، فلا تقوم حضارة على ذلة وجهل وخمول. وكان الكندي من المفكرين الأحرار والأعلام والعلماء المصلحين حيث سعة إلى وضع مشكلة الصراع بين الفلسفة ...والدين في وضعها الصحيح واتخذ من نفسه ممثلاً للكفر الفلسفة وحامياً لحمى الفلسفة ضد علماء المتعصبين الذين لا يدركون حاجة الشريعة إلى العقل والتفلسف لبيان أمور كثيرة من أمور الدين ورأى أنه لا مجال لأن يتهم القضاة المتكلمين بالخروج عن الدين أو أن يتهم المتكلمين الفلاسفة بالكفر والإلحاد لكي يحل غضب أولي الأمر العامة عليهم.
ّ
وكما أن لكل علم اصطلاحاته الفنية التي تعتبر مفاتيح فهم أسراره وألغازه فإن للفلسفة أيضاً مصطلحاتها الخاصة بها والتي تعبر عن قضاياها ومسائلها. ولقد كان الكندي تبعاً لكونه أول فلاسفة العرب والإسلام وأول مفكر عربي مسلم وضع معجماً صغيراً للمصطلحات الفلسفية وهو وإن تناول أي كلمة أو عبارة بالشرح الاشتقاقي من حيث اللغة والمعنى في ثنايا معظم مؤلفاته التي وصلت إلينا إلا أنه لم يكتف بذلك بل أفرد للاصطلاحات الفنية رسالة خاصة بعنوان (رسالة في حدود الأشياء ورسومها).
كما حاول الكندي أن ينظر نظراً عقلياً فلسفياً في آيات القرآن الكريم وسوره فتصدى لتفسير بعض آياته. إلى جانب هذا اهتم الكندي بوضع تعريفات الفلسفة وللفيلسوف. ومن المعروف أن الكندي قد ضمن هذه المسائل والقضايا في رسالتين: الأولى: تسمى (رسالة الحدود) والثانية هي (رسالة الكندي في الفلسفة الأولى).
في هذا الإطار العام يأتي الكتاب الذي بين يدينا والذي يتحدث فيه الباحث "كامل محمد عويضة" عن الكندي الفيلسوف وهدفه مراجعة تراثه الفكري والفلسفي ليقف من خلاله على عبقرية الكندي وموقفه من مشكلة الصراع بين الفلسفة والدين. إقرأ المزيد