تاريخ النشر: 25/02/2009
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:"عيون الأخبار" كتاب ألفه ابن كتيبة ليكون تذكرة لأهل العلم، وقيصرة لمغفل التأدب ومستراحاً للملوك من كدّ الجد والتعب. وهو كتاب لم يكن وقفاً على طالب الدنيا دون طالب الآخرة، ولا على خوص الناس دون عواتهم، ولا على ملوكهم دون سوقتهم، بل لكل فريق في هذا الكتاب قسمة. ولكي ...يروح عن القارئ من كدّ الجد، ضمن هذا الكتاب نوادر طريفة وكلمات مضحكة تدخل في باب المزاح والفكاهة. وكان ابن قتيبة يتلقط أخباره عن جلسائه وإخوانه وعمّن فوقه في السنن والمعرفة، كما وقف على كتاب التاج، وكتاب الآيين، وكتاب ابرويز، وآداب ابن المقفع، وكتب الهند ولكن دون أن يذكر اسماً لكتاب هندي اعتمد عليه: كما اعتمد على أقوال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعلى أقوال بزر جمهر، وإسحاق بن راهويه، وأبي حاتم السجستاني، وأحمد بن الخليل، وعبد الرحمن بن عبد المنعم، وأبي سهل وعبد الملك ابن مروان، وميمون بن ميمون وابن سيرين وغيرهم. وقد لجأ إلى الاتيان بأخبار وأشعار اتضعت عن قدر لسببين، أحدهما الحاجة إلى ذلك، والآخر أن الحسن إذا وصل بمثله نقص نوراهما. صنف ابن قتيبة كتابه أبواباً مقرناً الباب بشكله، والخبر بمثله، والكلمة بأختها ليسهل على المتعلم علمها وعلى الدارس حفظها. والكتاب هو حلية الأدب، ونتاج أفكار الحكماء، ولقاح عقول العلماء، وسير الملوك وآثار السلف. قسم المؤلف فيه الأخبار والأشعار وجمعها في عشرة كتب، كل كتاب بمثابة باب. فالكتاب الأول هو كتاب السلطان، وفيه أخبار السلطان وسيرته وسياسته، إلى جانب اختياره القضاة والحباب والكتّاب، وفيه يكثر من النقل عن الفرس والهند مما يشير إلى تأثر الأدب العربي بأدب هؤلاء، ولكن ابن قتيبة من موضوع القضاء لم ينقل إلا عن أحكام العرب والمسلمين. والكتاب الثاني هو كتاب الحرب، وفيه الأخبار عن آداب الحرب ومكايدها،ووصايا الجيوش وعددها وسلاحها، وفي الكتاب الثاني يسهب المؤلف في الحديث عن مخايل السؤدد وأسبابه ويتحدث عن الذل والمروءة والغنى والفقر والبيع والشراء. والكتاب الرابع هو كتاب الطبائع والأخلاق المزمومة، وفيه الأخبار عن تشابه الناس في الطبائع، إلى جانب طبائع الجن والسباع والطير والحشرات. والكتاب الخامس هو كتاب العلم والبيان، وفيه الأخبار عن العلماء، والبيان والبلاغة والخطب والمقامات ووصف الشعر، إلا أن المؤلف لم يعرض للشعر بالتفصيل، لأنه أفرد للشعراء كتاباً هو "الشعر والشعراء" وهو إذا ذكر ثقة في هذا الكتاب، فإنما كراهية منه أن يخليه من فن من الفنون. والكتاب السادس كتاب الزهد، وفيه أخبار الزهاد، ومناجاتهم ومواعظهم وذكر الدنيا والموت، ينقل فيه الكثير عن اليهود والنصارى، ثم يليه كتاب الاخوان، ويحث فيه على حسن اختيار الاخوان. وبعده كتاب الحوائج، ويتضمن الأخبار عن ااستنجاح الحوائج بالكتمان والصبر والهديّة والرشوة ولطيف الكلام. ثم الكتاب التاسع، وهو كتاب الطعام، وفيه الأخبار عن الأطعمة الطيبة، والحلواء، وما يأكله الفقراء الأعراب، وما يصلح الأبدان من الغذاء والحمية وشرب الدواء، ومضار الأطعمة ومنافعها، إلى جانب نتف من طب العرب والعجم. وهو هنا ينقل عن كتاب الحيوان للجاحظ وكتب أرسطو، ولكنه يعرض المعلومات عرض مدرك لأمور الطب عارف بها. وأخيراً كتاب النساء، وفيه الأخبار عن اختلاف النساء في أخلاقهن وخلقهن وما يختار منهن للنكاح وما يكره، فلا أخبار عشاق العرب. وهكذا اختار ابن قتيبة خير ما روي فرتبه وبوّبه وجمع ما تشابه منه تحت عنوان واحد لكل كتاب من كتبه العشرة، أي أبوابه العشرة، فظن أديباً حسن الذوق في الاختيار يمتاز عن غيره من الأدباء في هذا الميدان، بحيث أوصل عملية الاختيار إلى مرحلة الكمال والترتيب. ولق ضمن ابن قتيبة كتابه أبياتاً من الشعر مشاكلة لأخباره. ويتضح من منهجه الذي رسمه في مقدمة كتابه أنه صاحب منهاج حديث يعتمده الكثير من أدبائنا في الوقت الحاضر، ولا يؤخذ عليه سوى استطراده أو تكراره لأخبار القارئ بغنى عنها. ويمثل هذا الكتاب صدىً لشخصية صاحبه، فهو أديب رفيع الذوق في انتخاب الأخبار، مثقف ثقافة واسعة، كثير الميل إلى الأدب والتاريخ كما يعد كتابه مرجعاً ذا فائدة كبيرة في عالم الأخبار والأدب وهو إلى ذلك صاحب مرهفة للتعبير النثري الدقيق، من جعل كتابه هذا مزيداً بين كتب القديم وأحد مصادر النقل الرئيسية، تأثر به ابن عبد ربه في كتابه "العقد الفريد" كثيراً سواء في الترتيب والتبويب أو فيما جاء به من موضوعات. وقد اتسعت معارف ابن قتيبة بحيث بدا لنا حاملاً صولجان المعرفة والعلم، مرتدياً ثوب الجدل والحوار، مصنفاً من الفئة الأولى بين كبار العلماء والأدباء والكتاب. تصانيفه متعددة النواحي تتناول معارف عصره وتعدّ أمهات المكتبة العربية والإسلامية. إقرأ المزيد