الإمام شعبة بن الحجاج الأزدي - سيد المحدثين
تاريخ النشر: 03/04/1993
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:تبرز أهمية هذه الدراسة انطلاقاً من اهتمامها بتسليط الأضواء على شخصية شعبة بن الحجاج، وعلى الجهود التي بذلها من أجل الحديث الشريف، والمتمثلة في تنقيته وتخليصه من الشوائب التي علقت به، ومن الأحاديث المغرضة التي أقحمت فيه، مما تسبب بتشويه السنة النبوية الشريفة.
كما تهتم الدراسة في تبيان أهمية شعبة ...بن الحجاج على الصعيدين الديني والاجتماعي، بالإضافة إلى إظهار طاقاته العلمية وقدراته الفكرية، والتي سوف تتوضح من خلال نشاطاته الميدانية إبان تعاطيه مع علم الحديث |ن وتعامله مع الرواة.
وانطلاقاً من منتصف هذه الدراسة مقدمة وأربعة فصول، بالإضافة إلى خاتمة، وثبت للمصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات. وقد تناولت المقدمة دوافع اختيار البحث وأهميته، وعرضاً للخطة المعتمدة.
أما الفصل الأول، فقد خصص لدراسة الأوضاع السياسية في مدينة البصرة منذ تأسيسها وحتى وفاة الإمام شعبة بن الحجاج، وهو يهدف إلى وضع القارئ في الجو العام الذي عاش فيه شعبة، فيدرك المعاناة التي واجهها الرجل خلال مسيرته العلمية التي تطلبت منه الكثير من التضحيات من تنقل وترحال في محيط لا يخلو من المخاطر بسبب الصراعات الداخلية، والمخاطر الخارجية.
ويهتم الفصل الثاني بدراسة شخصية شعبة بن الحجاج بما فيها حياته الشخصية، ونشأته العلمية، ورحلته في طلب الحديث، ومكانته الفكرية التي تجلت في مجالسه وحلقاته، بخاصة بعد أن ظهرت مقدرته على الاستيعاب والحفظ، ثم تلى ذلك، مقارنة موضوعية بينه وبين أقرانه، ومن خلالها ندرك المستوى العلمي الذي بلغه شعبه، ونتبين مدى تفوقه على بعض معاصريه من الأئمة والفقهاء.
ويعالج الفصل الثالث، موقف شعبة من علم الحديث ورواته، فيبدأ بشرح كيفية تعاطي شعبة مع علم الحديث، بصفته علماً قائماً بذاته، بعد أن جعل له قواعد ثابتة تساعد على أخذه عن طريق السماع المباشر، ومن أقرب الأسانيد، أي ممن علا إسناده وقرب من النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ينتقل الفصل إلى موضوع التدليس، فيعرض نماذجاً عن خطورة هذا الأمر على جوهر الحديث النبوي، ثم يتطرق إلى تفتيش شعبة عن الرجال وابتكاره "علم الجرح والتعديل" الذي وضع حداً للرواة الذين ليسوا أهلاً للتحديث. ولا ريب أن هذا العلم كان لا بد أن تسبقه معرفة معمقة بناقلي الآثار، ودراية واسعة بمراسيلها، وما يتبع ذلك من مراجعة دؤوبة لأعلام المحدثين للوقوف على الأحاديث الصحاح.
وأما الفصل الرابع، فيبحث في حياته الدينية وصفاته الخلقية، فيعطي أول الأمر، صورة واقعية عن عبادة شعبة وتقواه، ويبين حقيقية زهده وتقشفه، ثميعرض صوراً عن عطفه على الفقراء والمساكين، وتبنيه لهم وأخذه بيدهم، مما يؤكد على تحليه بالسخاء والكرم، ودماثة الأخلاق، وحسن الأدب، ثم يتطرق عرضاً إلى علاقته بالخلفاء العباسيين، تلك العلاقة التي كانت تسودها المصالح المتبادلة. وأخيراً يتناول نهاية شعبة ويعرج على وصيته التي تركها لابنه سعد، ثم يتحدث عن رؤى الناس له، وثناء الأئمة عليه، وجميع هذه المحطات ترفه من قدر الرجل الذي رحل تاركاً خلفه الأثر الجميل والذكرى الخالدة.
وأخيراً، جاءت الخاتمة ملخصة لأهم إنجازات شعبة العلمية، وقد ساعدت في إصدار الحكم عليه، ومن ثم تزكيته، وخلصت إلى فتح آفاق جديدة أمام الدارسين العرب والباحثين في التاريخ الإسلامي. إقرأ المزيد