داود بن نصير الطائي - الفقيه الزاهد
(0)    
المرتبة: 62,690
تاريخ النشر: 17/03/1994
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:يهدف هذا البحث إلى تسليط الأضواء على جوهر شخصية داود الطائي، وعلى الظروف التي اضطرته لأن يترك ساحة الشرف، ويختار العزلة عن طيب خاطر. كما يهدف إلى إظهار موقفه من القضايا الإنسانية والسياسية التي عصفت بالمجتمع الإسلامي، ومحاولاته الجادة لوضع الدواء على مكمن الداء، وذلك بحسب طاقاته وقدراته الجسدية ...والنفسية والمالية.
وبعد، فإن هذه الدراسة تتضمن مقدمة وأربعة فصول، بالإضافة إلى خاتمة، وملحق بأبرز أحاديث داود، وثبت للمصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات. وقد تناولت المقدمة: دوافع اختيار البحث وأهميته وأهدافه، وانتهت بعرض شامل للخطة المعتمدة.
والفصل الأول، يتضمن دراسة الأوضاع السياسية في مدينة الكوفة منذ تأسيسها، وحتى وفاة داود الطائي، والغاية منه الإحاطة بالوضع العام الذي كان سائداً آنذاك، لندرك مدى تأثير ذلك في شخصية داود الطائي، وما ترتب عليه من تغيير واضح لمسيرته في الحياة وتركه حلقات العلم، واختياره العزلة هرباً من الفساد وأهله، ومن السياسية والسياسيين، لما في ذلك من مخاطر بسبب بطانة السوء ومزاجية رجال الحكم.
وأما الفصل الثاني، فيهتم بعرض شامل لأبرز المزايا التي عرف بها داود الطائي، ويأتي في طليعتها شغفة بالعلوم وإقباله على حلقات شيوخه، وتخصصه بفقه الإمام أبي حنيفة. ثم يتناول مكانته الفكرية، وتعدد اختصاصاته، وإقبال طلاب العلم لسماعه والأخذ عنه والاستفادة من الفتاوى التي يعالج من خلال المسائل الشائكة.
ويتناول القسم الثاني، فضية اعتزاله لحلقات العلم وفراره من الناس، فيلحظ دوافع عزلته، وفلسفته في ذلك وامتناعه عن استقبال الناس حتى العلماء منهم، ويشير أخيراً إلى رفضه، وبشكل قاطع، الإجابة على تساؤلات قاصديه، دون الاكتراث بقضية تقديم المساعدة لهم، أو حلحلة مشاكلهم الدينية المعقدة، أو الامتثال لجوهر الدين وإرشاد الناس إلى الطريق الصحيح.
وأما الفصل الثالث: فيبحث في حياته الدينية، بما في ذلك عبادته وتقواه وزهده وورعه، فيعرض لمفهوم العبادة عند داود، ويعطي صورة واقعية عن صلاته وصومه وتفكره ومناجاته، ومدى تعلقه بالقرآن الكريم. ثم ينتقل إلى زهده وورعه، فيبين فلسفته فلي الزهد في أقوال وحكم مستقاة من واقع الحياة، وفي الجانب العلمي يعرض أمثلة عن زهده في المأكل والمشرب والملبس والعمارة والزواج وما إلى ذلك من الأمور التي أحلها الله عز وجل، بما في ذلك الإرث والتجارة والهدية. وكلها تظهر أن الرجل كان مقللاً على نفسه حتى أصبح مضرب الأمثال وقدوة للآخرين.
ويعالج الفصل الرابع، آخر نشاطات داود الطائي ونهايته، ويتضمن هذا الفصل محورين، يبحث الأول في نشاطه الاجتماعي والسياسي، وهو ذو شقين، الشق الأول اجتماعي بما فيه كرم داود، ومبدأ تعامله مع الآخرين ومدى تأثيره فيهم، ويخلص بعرض سريع لأهم أقواله ومواعظه ووصاياه. والشق الثاني سياسي، ويتناول مبدأ علاقته بوجهاء القوم من خلفاء وأمراء وحكام عباسيين، رفض بإصرار الاختلاط بهم وتولي مناصبهم وأخذ هباتهم.
وأما المحور الثاني، فيعرض نهاية داود الطائي ومكانته بشهادة معاصريه من الفقهاء والمحدثين، وهو يشمل وفاته ورثاء العلماء له، ثم يتحدث عن رؤى الناس له، وثناء الأئمة عليه، وينتهي بتقويم الرجل الذي عاش ستة عقود، مفعمة بالعبادة والإخلاص ونكران الذات.
وأخيراً جاءت الخاتمة ملخصة لأهم الصعوبات التي اعترت هذه الدراسة، كما ساهمت في الدفاع عن عزلة داود التي كانت نتيجة للظروف المحيطة به، مما ساعد في إصدار الحكم على سيرته ونهجه في الحياة. إقرأ المزيد