تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: منشورات مركز الإنماء القومي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يفتتح تودوروف كتابه هذا (نقد النقد) بتساؤل يتوجس قراءة محدودة له، تساؤل يجد دافعه الأولى، والظاهري من أمرين: ندرة القراءة لدجى الفرنسيين، وخاصة فيما يتعلق بالكتب العلمية والفكرية وبالأخص كتب النقد، ونوع الكتاب الذي يبدو مغرقاً في التخصص والفذلكة باعتباره نقداً للنقد، فإذا كان هذا هو الوضع في بلد ...كفرنسا يعد من بين أكثر البلدان تطوراً، فكيف يكون بالنسبة لكتاب كهذا وقد ترجم في منطقة عربية وعاصمة كبيروت تعاني اليوم من تحضر وتضخم في آن.
بيد أن تساؤل تودوروف ليس جدياً تماماً، أو على الأقل ليس بالأهمية التي قد يبدو عليها. وذلك ليس لأنه يسارع إلى تجاوزه وحسب، وإنما أيضاً لسببين أكثر جوهرية. الأول ما يذكره لاحقاً في سياق حواره مع بيار ينيشو بصدد موقف هذا الأخير النقدي والذي يعتبر الناقد "ينطلق، كما المؤلف من نصوص موجودة مسبقاً"، إذا أن الكتابة تأليفاً أم نقدياً ليست إلا تداخلاً نصياً يلتزم به الطرفان وإن اختلف مثال كل منهما في ذلك... هذا التداخل النصي هو الذي يرد أيضاً في سياق عرض تودوروف لتصور نورثروب فراي عن الأدب، حيث يبدو الأدب مرتبطاً بالإرث الأدبي وليس بالطبيعة.
فكما يقول فراي "لا يمكن إنتاج الشعر إلا انطلاقاً من قصائد أخرى، ولا إنتاج الأدب إلا انطلاقاً في روايات أخرى". "فكل نصيه هي تداخل نصي". أي أن النقد "ونقد النقد" كنص لا يشذ عن ذلك، مثله مثل أي عمل تأليفي، وبالتالي لا يشكل الكتاب ضمن هذا المنظور خروجاً عن عملية الإنتاج الأدبي والنقدي نفسها.
الثاني ما لا يذكره تودوروف صراحة، وإنما توحي به الاحتجاجات التي يشير إليها كتبرير دفاعي محتمل لكتابه، رغم اعتماده لها، كما يوحي به كتابه بأكمله بدءاً من عنوانه من آخر فصل فيه، وهو ما يمكن تسميته دعوة للقراءة، وحثاً عليها. فالعنوان الكبير للكتاب "نقد النقد" متبوع بعنوان صغير أسفله "رواية تعلم" هذا العنوان الأخير يحمل وعداً مزدوجاً، فهو يستبعد ما يشاع من معاني ترتبط في ذهن كثيرين بالأعمال الفكرية والعلمية، ويقترب مما يعهده عادة في الأعمال الإبداعية من وراء، وهذا ما يؤديه لفظ رواية من جهة أولى، وهو يبتعد عن موقع المعلم والمنظر ليقترب عن موقع المتعلم والمجرب، أي تحديداً من موقع متساوٍ أو متوازٍ مع موقع القارئ، وهذا ما يؤديه لفظ "تعلم" من جهة ثانية.
وضمن هذا المنظور يندرج الكتاب بأكمله في سيرورة هي أقرب منا تكون إلى سيرة حياته، وفي خطاب هو أقرب ما يكون إلى المخاطبة، ليتجسد عبر ذلك كله ما يعلنه الفصل الأخير بشكل بين من اضطلاع بما يسميه "النقد الحواري" فيكون الكتاب على هذا النحو إغراء بالقراءة مثيراً في اشتماله على متعة يستحث قارئه على المشاركة فيها ومشاطرة آخر (ين) لها.
وفيما يتعدى المقدمة يشكل الكتاب في المسائل والقضايا النقدية، وأيضاً الثقافية والفكرية التي يناقشها (ويدعو القارئ إلى الحوار بشأنها) استعراضاً هادفاً لبعض من أهم رموز الثقافة والنقد في أوروبا القرن العشرين. فمن الشكلانيين الروس إلى بول بنيشو مروراً بسارتر وباختين ودوبلن وبرشت وبارت وفراي وتودوروف نفسه، يتعرض القارئ العربي إلى فئة من المبدعين والنقاد والمثقفين وسمت الحياة الفنية والأدبية والفكرية في أوروبا هذا القرن بأطروحاتها المختلفة، ولكنه يتعرف أيضاً إلى جزء مكون من ثقافة الأجيال من الأدباء والمتفقهين العرب، وعنصر فاعل مؤثر في إنتاجهم ورؤيتهم، وهو كذلك اليوم أكثر ثقة في مطلع هذا القرن، وسيكون غداً كذلك أكثر منه اليوم، إذا جرى النظر إليه ومن زاوية تعطي لمجال التفاعل الإيجابي أهمية أكبر من تلك التي تعطي عادة لمجال التأثر السلبي. وفي هذه الزاوية بالذات يتمتع البعد "الحواري" للكتاب بمكانة خاصة لأنه يتيح مبدءاً أكثر من سواه لعلمية التفاعل هذه أن تعرف مداها الأرقي.نبذة الناشر:عرض شامل (غير كامل) للنقد في القرن العشرين: تحليل للفكر النظري عند سارتر وبلانشو، دوبلن وبرت، جاكسون وباختين، بارت وفراي، وات وبنيشو.
رواية (غير مكتملة) عن التعلم، يروي الكاتب فيها غراميات وخيباته خلال الخمس والعشرين سنة الأخيرة.
برنامج (خطط على عجل) "للنقد الحواري" الذي توضحه السبعة الأولى من الكتاب، وفي الفصلين الأخيرين يتكلم المؤلفون المنتقدون بدورهم.
رد في خضم المناقشة الإيديولوجية الراهنة، المقدمة كتناقض ثنائي بين الدغماتية الكلاسيكية والنسيوية الحديثة، تناقض ثنائي يعتقد الكاتب أن بالإمكان الإفلات منه عبر هذا النقد للنقد. إقرأ المزيد