تاريخ النشر: 09/01/2007
الناشر: دار النفائس
نبذة نيل وفرات:إن وجود الدين على السطح الشعوري هو أن تجسده في مواجهة أفكار العصر ومعاييره. لقد وجد مجاهد وغزوة بدر (624م) تفسير (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) في السيف، ولكن لو وجد مجاهدو "شاملي" سنة 1857م التفسير ذاته لهذه الآية فسيقال انهم لم يجدوا القرآن وفق مقتضيات العصر الحاضر. ...إن تفسير هذه الآية بأنها تطالب بإعداد "السيوف" فقط لمواجهة الأعداد هو بمثابة النظر إلى القرآن في خريطة الماضي بينما يستدعي تغير العصر والتجديد أن ننظر إلى القرآن في خريطة الحاضر. وما استخدام الشعر والخطابة لبيان الأفكار وتحول حركات الأحياء الإسلامي إلى السياسة الحزبية والاكتفاء بالوعظ والفتاوى لإصلاح الأمة إلا مظاهر هذا التوجه الخاطئ. ولو كان مصلحونا في العصر الحديث قد وجدوا شعورهم الإسلامي على مستوى الفكر العصري لعرفوا الأفكار والعوامل التي أصبحت حاسمة في المجتمعات ولخططوا للأحياء الإسلامي في مواجهة تلك الأفكار والعوامل. ولم يكن رأسمالهم سوى الأفكار التقليدية القديمة واكتفوا بها للخوض في بحار العصر الحاضر. ولم تكن حماستهم الإيمانية المجردة من أسلحة العصر لتنتهي بهم إلى شيء، فلم تنته بهم إلى شيء بالفعل. كان قد اتضح في القرن التاسع عشر أن البنيان الديني التقليدي لا يجد له مكاناً في البنيان الجديد الذي صنعته العلوم الحديثة. وكان ذلك العصر يقتضي دراسة الأوضاع بعمق لإعداد بنيان فكري جديد يجد فيه الإسلام مكانة اللائق به. ولو كان هذا العمل قد أنجز لما أصبح العلم أو العصر الحديث ندّاً للدين بل لأصبح سخراً لتقوية الدين وإعطائه حياة جديدة. من خلال هذه الاستشفافات تأتي رؤية وحيد الدين خان للإسلام في العصر الحديث، وهي رؤية تضع المسلمين في موقع المسؤولية تجاه دورهم الهام في اجتهادات فكرية وفقهية تمكنهم من فهم الإسلام ومبادئه التطبيقية في إطار حياتي معاصر. إقرأ المزيد