تسجيل دخول

علية بنت المهدي

لـ قتنت مسيكة بر

(0) التعليقات: 0 المرتبة: 132,615

5.10$

6.00$

%15

الكمية:

تاريخ النشر: 01/01/2011

الناشر: دار ومكتبة المعارف

النوع: ورقي غلاف فني

نبذة 0b4SaO8PTuنيل otl8qtgH3Bوفرات:ما من دارس للأدب العربي في العصر العباسي، أو مطلع على الحياة الحضارية في هذا العصر، إلا وقد لفته ذكر علية بنت المهدي-أميرة القصر العباسي، وابنة وأخت وعمة أسياده -تنظم الشعر، وتصوغه ألحاناً مغناة تعبيراً عن وجودها وممارسة لحياتها. فهذا المرأة التي عاشت حياتها شعراً وغناءً، تكاد تختزل، عبر ...أحداث حياتها، كثيراً من مظاهر نضج الحياة العباسية في أوج ازدهارها، وفي قمة ترقرقها الحضاري.
وما من مطلع على تراث "علية"، إلا وقف مندهشاً أمام هذه الشخصية الفذة، تمارس ثقافتها، وفنها وعراقة جذورها الاجتماعية والسياسية فعل وجود متكامل، فلا تخون هذا الوجود أبدأً، بل تختار العذابات درباً للوجع تعيش عليها سيرها في طريق حياتها التي ما أرادتها إلا صدقاً وتحقيق كيان!
فلئن أسعدت "علية" أخاها الرشيد بأن استصبحته يوماً بأليفين من المنشدين والمنشدات، يغنون، مجتمعين، شعراً نظمته ولحنته له، وحققت للفن العربي مبدأ غناء "الكورال" الذي دهش منه أهل حاضرنا يوم ورد علينا من بلاد الغرب، ولئن عانت "الأميرة" حبها لأحد عبيدها المملوكين صادقة الهوى، مكتوية الجوى، متلهفة الروح للقاء من تملكه وتأبى عليها وعليه ظروف العيش أن يملكها، فحكت للناس بسطور حياتها عن الحق في الحب وفي سلطانه، ولو كان في حقه هذا ما يعتبر خروجاً على منطق المجتمع والموروث، ولئن جاعت الفتاة إلى عطف أم أو يد حبيب تبلسم آهاتها، فمالت إلى بنات جنسها، تبحث بينهن عمن تعوض عليها ما تفتقده من مشاعر دقيقة سريّة هي الأساس في حياة كل إنسان، فمارست حرية البحث عن العطف والحنان في أي زي تزيّا، وفي أي صورة تشكلا، ومن أي مصدر نبعا، ولئن كانت "عليه"، في كل هذا وذاك وذلك، تلك الإنسانة الصادقة، والإنسانة الشفافة، بل الإنسانة الإنسانة، فإنها ظلّت في بال الناس مجرّد فكرة، ومجرد أخبار متفرقة، ومجرد واحدة من أساطير الحضارة التي لا تفتأ تحيا فعل تأرجح بين واقع وخيال، بين تصديق وتكذيب، بين وجود حق ورمز لا بد دال على وجود.
وظل البحث العلمي، في ميدان الأدب والحضارة العربيين، جائعاً إلى حقيقة الأميرة الشاعرة الملحنة التي طالما حلّق بها خيال الناس إلى غيوم الوهم والمبالغة، وطالما وصل التدقيق في أخبارها إلى الضياع في غياهب الروايات المشتتة بين بطون الكتب، والتي كادت تستعصي على الباحثين المدققين طيلة الأزمنة الماضية.
ولا تخال أن الدكتورة آمنة فتنت مسيكة برّ أقبلت على موضوع علية بنت المهدي إلا من خلال هذا التحدي الأخاذ، ومن خلال هذا الإغراء لاكتشاف جمالات الحقيقة المتسترة بوقاحة الظاهر. ولعل السر الأروع في عمل الدكتورة الباحثة يكمن في أنها امرأة مسلمة، عربية، مثقفة، من مجتمع راق، تعمل على تحقيق ودراسة حياة امرأة مسلمة، عربية، مثقفة، ابنة مجتمع راق. فاللغة التي عاشتها "علية" أضحت مع "آمنة فتنت" أكثر وضوحاً، وأشد قرباً، وأقدر على الإبلاغ والإظهار.
لقد جمعت الدكتور كمّاً هالاً من المادة المعرفية حول موضوع بحثها هذا، ولقد انقسمت هذه المادة إلى شقين أساسين، يتناول أولهما "علية" وجوداً، ويتناول ثانيهما "علية" شعراً. وعلى هذا بدأت الدكتورة الباحثة تبني دراستها، تعيد تركيب "علية" تاريخاً، وشخصية، ووجوداً هو أقرب ما يكون إلى الواقع الذي تصورته الباحثة فيه، بحكم ما بينهما من أسس تلاق سبقت الإشارة إليها.

إقرأ المزيد

علية بنت المهدي

لـ قتنت مسيكة بر